قدمت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في سورية إلى منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" مشروعا يعتمد على البدائل الطبيعية للتخلص من استخدام مادة بروميد الميثيل الضار بطبقة الأوزون في تعقيم التربة في الزراعات المحمية في سورية. وقال طوني طلب المنسق الوطني لمشروع التخلص من مادة بروميد المثيل إن "سورية قدمت المشروع ومدته حتى العام 2010 بهدف التخلص النهائي من مادة بروميد الميثيل الضارة بطبقة الأوزون وذلك بشكل تدريجي من خلال العمل على تنفيذ الخطوات الضرورية اللازمة". وتستخدم مادة بروميد المثيل بشكل أساسي في البيوت البلاستيكية, إذ قدرت الكمية المستخدمة بحوالي 65 طنا خلال عام 2007. وأضاف طلب خلال ورشة أقيمت في مدينة اللاذقية أن "الخطوات التي حددها المشروع الذي قدمته سورية للتحول عبر البدائل الطبيعية للتخلص من بروميد الميثيل تشمل تطوير وثيقة للبدائل كشتول مطعمة على أصول مقاومة والتعقيم باستخدام الطاقة الشمسية والبدائل الكيميائية مثل ميتام الصوديوم وكوندور وغيرها مع ضبط البيانات والمعلومات اللازمة وتدريب المزارعين وتوجيههم والإشراف عليهم لاختيار التطبيقات البديلة وتدريب الفنيين والمرشدين وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات مفصلة ومحدثة". . وأضاف طلب أن "الخطوات تتضمن أيضا اقتراح تعديلات للقوانين والتشريعات على المستوى الوطني للتقنيات الجديدة أو المواد الكيماوية الجديدة وإعداد الوثائق لتحقيق هذا المشروع وإطلاق برامج توعية في وسائل الإعلام وطباعة وتوزيع المواد الإعلامية حول المشروع". ويتضمن المشروع ما يسمى نقل التقانة والتدريب الذي يتحقق من خلال تطوير برنامج تدريبي لفريق العمل بالمشروع من مدربين وفنيين ومرشدين وذلك بالاعتماد على البرنامج التدريبي للمواضيع ذات العلاقة وزيارة بعض المستشارين الدوليين وتقديم المساعدات التقنية والتدريب الحقلي في حقول نموذجية إضافة إلى تدريب المزارعين والزيارات الدورية لهم من قبل طاقم المشروع وتقديم الإرشادات الزراعية والمساعدات اللازمة للمزارعين. وأشار طلي إلى أنه "سيتم إقامة 63 حقلا نموذجيا خلال فترة عمل المشروع في المنطقة الساحلية ستستخدم فيها البدائل المقترحة لمادة بروميد الميثيل إضافة إلى 3 ورشات عمل محلية سنويا تستهدف المزارعين وورشة عمل وطنية تستهدف المدربين والمرشدين والباحثين وورشة عمل إقليمية لدول حوض المتوسط لمناقشة النتائج والحصول على مداخلات يمكن تطبيقها خلال الموسم التالي للمشروع". وأوضح المنسق الوطني لمشروع التخلص من بروميد الميثيل أن "المشاركين في الورشة أكدوا ضرورة مساهمة لشركات الزراعية الخاصة ولعب دور فاعل لتنفيذ المشروع والعمل على الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة وذلك باستخدام التطبيقات البديلة الآمنة والصديقة للبيئة بدءا من الشتول المطعمة المقاومة للأمراض والآفات وصولا الى المكافحة الحيوية في الزراعات المحمية". وتركزت الورشة التي شارك فيها مجموعة من المختصين والخبراء من عدة جامعات سورية على محاور شملت أهم طرق مكافحة تعقد الجذور الينماتودا والوقاية منه واستخدام الشتول المطعمة المقاومة للأمراض وآفات التربة ومبررات استخدام التطعيم وأنواعه وخطواته في الزراعات المحمية والأصول المعتمدة والمستخدمة في سورية وأخطار بروميد الميثيل على صحة الإنسان والبيئة والبدائل المستخدمة وفطر التريكوديرما ودوره في مكافحة أمراض التربة والوقاية من أضرار آفات البيئة. وقال طلب انه "تم اختيار 3 خبراء حقليين في طرطوس وخبير في اللاذقية كل واحد منهم مسؤول عن 5 مزارع نموذجية بهدف تأمين تغطية متجانسة للمنطقة الساحلية التي سيتم فيها مقارنة البدائل لمادة بروميد الميثيل والإشراف عليها ورصد التطورات من خلال المشاهدات والقراءات ونتائج تحاليل التربة والنبات ومتابعة أداء المحصول إضافة إلى أنه سيتم تدريب حوالي50 مرشدا زراعيا للعمل في منطقة المشروع". ولفت إلى أن "مشروع التخلص من استخدام مادة بروميد الميثيل في تعقيم التربة في الزراعات المحمية في سورية يعد من أهم المشاريع التي تنفذها الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون البيئة وحدة الأوزون الوطنية ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو". وتجدر الإشارة إلى أن المواد والبدائل التي ستستخدم في المشروع تشمل المواد الكيماوية والمكافحة الحيوية واستخدام أصناف مقاومة أو شتول مطعمة والتشميس والزراعة على أوساط خالية من الآفات. يذكر أن الزراعات المحمية تطورت خلال العقود الأخيرة بشكل سريع من حيث المساحة والأنواع المزروعة في سورية لتزداد من 2ر2 هكتار في عام 1976 إلى حوالي 5127 هكتارا في عام 2009.