مثل إطلاق صاروخ "سيكلون 3" من قاعدة "بليسيتسك" للقوات الفضائية الروسية في 30 يناير الماضي نقطة تحول في مسار النشاط الفضائي الروسي حيث انتهت روسيا في ذلك اليوم من استخدام صواريخ "سيكلون 3" في وضع الأقمار الصناعية في مواقعها المدارية في الفضاء. وحسبما قالت وكالة الأنباء الروسية امس الأول ،أوضح العقيد اندريه اوخلوبكوف، نائب مدير تسليح القوات الفضائية الروسية، إن صاروخ "سيكلون 3" برغم مواصفاته الفريدة صاروخ العصر الماضي، فهو يعتمد على التكنولوجيا العائدة إلى السبعينات من القرن العشرين. لهذا تتحول روسيا اليوم لاستخدام الصواريخ الحاملة الجديدة التي تفي بمتطلبات عصرنا الحديث وفي مقدمتها استخدم الوقود الآمن بيئيا. وبصفة الإجمال أطلقت روسيا 122 من صواريخ "سيكلون 3". وحملت هذه الصواريخ 234 قمرا صناعيا إلى مدار في الفضاء. وسيكون صاروخ "انغارا" وسيلة النقل الفضائي الرئيسية في روسيا قريبا. وقبل دخول هذا الصاروخ إلى الخدمة تستخدم روسيا صواريخ "روكوت" و"كوسموس-3 م" لإطلاق الأقمار الصناعية من قاعدة "بليسيتسك". وحمل صاروخ "سيكلون 3" في آخر انطلاق للصواريخ من هذا الطراز قمرا صناعيا مخصصا لمتابعة النشاط الشمسي. ويقول يوري كوتوف، المشرف على المشروع البحثي "كوروناس فوتون"، إن الاهتمام بالشمس تزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة عندما أصبحت مسألة التغير المناخي في مركز الاهتمامات العالمية مع العلم أن الكثير من مرافق البنية الأساسية في كوكبنا الأرض يتأثر بالنشاط الشمسي. وكانت المرة الأخيرة التي أطلقت فيها روسيا قمرا صناعيا مخصصا لتتبع ما ينبثق عن الشمس في عام 2001. ويمكن القول بالتالي إن انتهاء خدمة صاروخ "سيكلون 3" تزامن مع استئناف روسيا أهم أوجه نشاطها الفضائي البحثي.