هذه العبارة التي تذكرنا برؤية 2030 في مجال الطاقة المتجددة وجعلها من أولويات الرؤية بكيفية إيجاد بدائل لإنتاج الطاقة بموارد متوفرة ومتجددة وطبيعية. ولكن ماذا عن طاقة الإنسان المتجددة؟ ذلك الإنسان الذي لن يخلو من العقبات والصدمات والصراعات والروتين الممل، كيف له أن يجدد طاقته وطاقة روحه كل صباح وبداية كل عام وشهر ويوم، لينطلق بكل حب وشغف لممارسة الحياة وتجربة تحديات جديدة في هذه الحياة وبطاقة متجددة؟! كيف له أن يتمتع بتلك الطاقة الذهنية المبتهجة والبدنية النشطة والمشاعر العالية المليئة بالشغف رغم ما يحدث في هذه الحياة. كيف له أن يصبح هو من يضيء الحياة لمن حوله دون انقطاع وبشكل متجدد، أن يعمل بحب واستمتاع يجعله ينسى الوقت من شدة استمتاعه بعمله المستمر، طاقته تنتقل لمن حوله فتزهر الأرض من حوله وتستنير.. الكثير من دورات أو كتيبات تطوير الذات تجعل السبب في ما يسمى الشغف وأن يكون للإنسان هواية يحبها ويعمل لها ويستيقظ من أجلها، وكأنهم قلصوا في مصادر طاقة روح الإنسان المتجددة.. نعم للشغف دور ولكن للتفكير والأفكار الدور الأعظم في إدارة المشاعر والنظرة العامة للحياة والانطلاق لها بطاقة متجددة. من ينظر للحياة كلعبة تحد وطريق ممتع بجميع صعوباته للوصول لهدف أخروي في عالم ثنائي (دنيا وآخرة) ليس كمن ينظر للحياة كمصير أحادي ويشترط وصوله حالاً بالاً لكل ما يراه ممتع ومُستحق... من يمضي في الحياة للأمام والأمام فقط ويعمل لغد ولا يضيع عمره في الماضي وماذا لو كان أو التسويف أو إعطاء الأعداء جزءا من الوقت والجهد والتفكير.. ويصب كل نظره وتفكيره للأمام ليس كمن يقبع في وادي التسويفات والانتقامات والخوض في الماضي. الطاقة المتجددة للإنسان تحتاج منه أن ينفض غبار الماضي وينظر للآن كفرص ويواجه كل صعوبة ومشكلة بالبحث عن حلولها بدلا من الخوض في شخصنتها ويكون نظره للأمام والأمام فقط. سيكتشف مواهب لم تكن في حسبانه أن وجه طاقته ووقته توجيها صحيحا وسيرى كم الأرض مخضرة بسببه. سيكون كالنجم الذي يسير في مداره ولا يريد مزاحمة أي نجم في مداره ولا يريد مقارنة مداره بمدار أحد لأنه لو فعل ذلك سيفقد كثيرا من طاقته بلا فائدة. الإنسان ذو الطاقة المتجددة نجم حقيقي منطلق في مداره وللأمام فقط، لا تلهيه الملهيات ولا تعيقه العوائق ولا تصدمه الصدمات لأنه سيتجاوزها بحلها أو تجاهلها والسير باستمتاع في مداره السعيد. أرجو للجميع في عام 2024 أن يكونوا نجوما، مضيئين لمن حولهم يسيرون للأمام يوميا بطاقة متجددة في جميع المجالات، لتصبح سنة خضراء بطاقات إنسانية مبهرة. نقلا عن الوطن