نصف المعرفة يكمن فى طرح الأسئلة، هذا ما ينطبق على ما طرحه المؤتمر الدولى للنشر العربى والصناعات الإبداعية المنعقد هذا الأسبوع فى أبوظبى إذ جمع كبار الناشرين والمؤلفين والقائمين على التجارة الإبداعية الإلكترونية والأسواق الرقمية ليتناقشوا فى أمور النشر والقراءة، وقد بدأ الدكتور على بن تميم رئيس مركز أبوظبى للغة العربية كلمته الافتتاحية مُذكّرا بأهمية القراءة ومستقبلها فى العالم العربى طريقا للتنوير والتطوير بينما تحدثت الشيخة بدور القاسمى رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين عن أهمية طرْح أسئلة الواقع الثقافى ومستقبل القراءة والمعرفة فى عالمنا العربى. وبدت النقاشات ساخنة حول تحولات أسواق القراء بعد جائحة كورونا وكيف زادت مبيعات الكتب الورقية والرقمية الإلكترونية وكيف بدت مدهشة فى إحصائيات أجريت مؤخرا وكيف لنا أن نستغل معارض الكتب لنشرها بين أوساط الشباب فى العالم العربى ولدى الجاليات العربية فى بلاد المهجر، كما نوقشت قضية قرْصنة الكتب لأن هذا يقضى على حقوق الملكية الفكرية كما ينبغى على الناشرين أن يخفضّوا سعر الكتاب حتى يصل إلى قارئيه. وطرح المتحدثون قضايا ترجمة الأدب العربى باللغات الحية كى يصل إلى العالم ودور الوزارات المعنية بالتعليم والثقافة والشباب أن تحفّز الشباب على القراءة حتى نغيّر العقول ونبنى الثقة بين الشباب والمعرفة لنقيم جسور المستقبل. وكم أتمنى أن تتناقش القوى المدنية حول قضية الكتاب والقراءة والثقافة لدى الأجيال الشابة حتى نعمق الانتماء لديهم ونبنى التنوير فى عقولهم. ومن أجمل ما سمعته أن الكتاب الورقى سيستمر ولن يختفى، وأن اللغة العربية هى اللغة الثانية المستخدمة فى السويد. مختتم الكلام وَرَقٌ.... ورقْ/ كلّ الحياةِ ورقْ فشهادةُ الميلادِ حبرٌ من ورقْ والنعيُ سطرٌ في الورقْ حتى الزواج يتمُّ فى عسلِ الورقْ أما الطلاق يتمُّ فى غضبِ الورقْ ورسائلُ العشاقِ حبٌّ من ورقْ وبها الحبيبُ دنا وَ رَقْ والحربُ تبدأ بالورقْ/ والسِّلْمُ توقيعُ الورقْ والرسمُ لوحاتُ الورقْ/والإرثُ مخطوطُ الورقْ والسحر معمولُ الورقْ/واللحنُ معزوفُ الورقْ والطبُّ منقوعُ الورقْ/واللون معصورُ الورقْ والأكلُ ملفوفُ الورقْ/والقاتُ ممضوغُ الورقْ والشايُ مشروبُ الورقْ/والتَّبغُ محروقُ الورقْ والدمع يُمسح بالورقْ/والقلبُ يُرسَمُ بالورقْ والموت يبدأُ بالورقْ/ونموتُ إنْ سقطَ الورقْ اقرأْ كتابك من ورقْ/طَيَّ السّجِلِّ من الورقْ أقلامُهُ رُفِعًتْ، وقد جَفَّ الورقْ! [email protected] نقلا عن الوفد المصرية