رغم الغياب الواضح للكتاب والمثقفين في الاحتفالية التي أقامها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب التي تضمنت مجموعة من الندوات صباح الثلاثاء بمعرض أرامكو في الظهران. إلا ان ذلك لم يمنع الجمهور المتنوع الحاضر من المملكة وخارجها من التفاعل والنقاش الثري خاصة فيما يخص الصراع بين القراءة الورقية والرقمية، وكذلك سطوة المواقع الالكترونية على الحوارات والنقاش بين فئات المجتمع، وكذلك التساؤل حول موقع الكتاب العربي في ظل الطفرة المعلوماتية. بدأت الاحتفالية بكلمة مدير المركز قدم خلالها فكرة موجزة عن المركز وأهدافه والاستراتيجيات الموضوعة خاصة الثقافي منها، تلتها كلمة ترحيبية لخالد السلمي المشرف العام على الندوات أشار فيها الى الهدف من الندوات. الكتاب العربي وكانت اولى فعاليات الاحتفالية ورقة عمل للدكتور سليمان عبدالمنعم بعنوان «الكتاب العربي .. أرقام ودلالات» أكد خلالها ان الكتاب العربي مازال قضية مثيرة للجدل باعثة على القلق، رغم انه ومنذ عدة قرون مضت أسهم العرب بدور غير منكور في اثراء المعرفة الانسانية، بل انهم كانوا يوما الوسيط المعرفي الأكثر نشاطا ودأبا في حركة الترجمة، وأضاف قائلا : نحتاج ابتداء لان نلقي نظرة على ازدهار الكتاب في المجتمعات المتقدمة حتى نعرف انه لا تقدم دون معرفة ولا معرفة دون قراءة ولا قراءة دون كتاب، ويضيف السليمان بقوله : لزمن طويل ظل الكتاب في حياتنا قضية وليس حلا وربما تتغير الأمور اليوم شيئا فشيئا. ثمة وعي جديد بأهمية الكتاب وقيمة المعرفة في العالم العربي، لكن الوعي بحقائق الأشياء يلزمه عمل وانجاز. بعدها طرح لمحة بسيطة عن الاصدارات في العالم العربي، مبينا إن عدد إصدارات العالم العربي من الكتب سنويا - وفقا لأكثر من مصدر بحثي عربي وأجنبي - لا يتجاوز الثلاثين الف كتاب في العام، وفي عام 2007 على وجه التحديد كان اجمالي عدد الكتب العربية نحو 27000 ، لكن الاحصائيات الأخيرة تهبط باجمالي عدد اصدارات الكتب العربية الى نحو 17000 عنوان كتاب جديد، ويؤكد السليمان ان المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في ظاهرة الأرقام، فربما لا يكون حالنا سيئا كثيرا مقارنة بعدد اصدارات الكتب الجديدة في دولة ضخمة مثل الهند أو دول أخرى مثل تركيا، وعن معاناة المبدع العربي يقول السليمان: رغم انتشار الجوائز المالية العربية التي تمنحها الدول والمؤسسات والأشخاص للمبدعين العرب فمازالت معاناة المبدع العربي أكبر بكثير مما يلقاه من تكريم، ويختم ورقته السليمان بالقول: دعونا نحلم بمبادرة تطرح على سبيل المثال رؤية عربية لتشجيع عملية التأليف الجماعي لأعمال فكرية تؤسس لمشروع نهضوي عربي، وبمبادرة طموح تطلق الدعوة لسوق عربية مشتركة للكتاب، لتكون بادارة لتضامن ثقافي عربي طالما دعت اليه مؤسسة الفكر العربي. مجتمع المعرفة فيما تحدث في الورقة الثانية الدكتور أحمد أبو زيد عن «مجتمع المعرفة واشكاليات المحتوي المعرفي العربي» مبينا ان المعرفة في الوقت الحاضر المدخل الرئيس لتحقيق التنمية المستدامة، فقد اعتبر تقرير التنمية البشرية العربية لسنة 2013 المعرفة أداة لتوسيع اختيارات البشر وقدراتهم، وأضاف أبوزيد قائلا : هناك العديد من الاشكاليات الأساسية ذات العلاقة العلاقة بعملية النهضة العربية والانخراط في مجتمع المعرفة من أهم تلك الاشكاليات، اشكالية التناقض الكامن بين مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة وانعكاساته على خطط واستراتيجيات التنمية وايضا اشكالية المحتوى المعرفي العربي والتأرجح بين المطبوع والرقمي. هناك العديد من الاشكاليات الأساسية ذات العلاقة العلاقة بعملية النهضة العربية والانخراط في مجتمع المعرفة من أهم تلك الاشكاليات، اشكالية التناقض الكامن بين مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة وانعكاساته على خطط واستراتيجيات التنمية المحتوى الرقمي وتناولت ورقة الدكتور خالد الغمري التي جاءت بعنوان «المحتوي الرقمي العربي توصيف وتقييم وحلول مقترحة» حول محورين أساسيين، الأول: يقدم توصيفا وتقييما للمحتوى العربي طبقا لما ورد بالتقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي، والثاني: يقدم نمودجا لتوفير محتوى رقمي عربي يلبي الاحتياجات المعرفية لدى المستخدم العربي لشبكة الانترنت، ويضيف الغمري: هناك نمو ملحوظ في المحتوى التفاعلي والخدمي والمؤشرات الايجابية تجلت في موقع «جودريدز» وهو أحد المواقع التي ضمتها عينة الدراسة وهو موقع أمريكي ظهر في 2007 به حتى الآن 16 مليون عضو من كل دول العالم وهو أكبر شبكة اجتماعية للقراء في العالم حتى الآن. تلت القراءات حلقة نقاش طغى عليها الجدل حول أهمية القراءة والمواقع الرقمية والقراءة الورقية، واتفق على ان القادم والمستقبل للقراءw الرقمية وحتى لو حافظت القراءة الورقية على بعض المصداقية التي لربما تفتقدها المواقع الرقمية. مداخلات الحضور وأضاف بعض المتداخلين: ان الثقة مازلت تميل الى المطبوعات الورقية أكثر من الرقمية، فيما ود متداخل آخر ألا تكون هناك حرب ما بين الورقي والرقمي، وطالب بأن نبحث عن حلول وعوامل للارتباط بالرقمي، وكذلك الارتباط بالمعرفة التي هي أهم، وإن نمط القراءة الحالي لن يستطيع الصمود في السنوات المقبلة خاصة ان السنوات المقبلة ستشهد تدفق معلومات أكثر بما يعادل تغييرا معرفيا كل 75 يوما.