هذا سؤال دائما مايطرح كل ماسمعنا بزواج رجل على امرأته بعدما تفانت عمراً في خدمته ونسمعه أيضاً كلما مات زوج وتزوجت امرأته من بعده فبدأت بقصة حب جديدة كثير من النساء يتهمن الرجل بقلة الوفاء والتطلع للغير لهذا هن أوفى وكثير من الرجال يتهمون المرأة بأنها تسلا عندما تتزوج برجل آخر لهذا فهم أوفى والموضوع هذا لن أخوض فيه فهو متشعب لا أحيط به لذا سأقتصر بالحديث عن حب الرجل وتاريخه تاركاً حب المرأة للمرأة كي تتحدث عنه أو يتحدث عنه خبير به فأقول : بأن الرجل لا يفتقر إلى الوفاء ولكن بشرط واحد وبحالة واحدة وهي : إذا أحب إذا أحب الرجل فاعلم أن هذا الحب عظيم لذلك ولج في قلبه واستحكم فيه وإذا أحب الرجل فاعلم بأن هذه المرأة ساحرة بارعة حيث استطاعت أن تطوع هذا المارد لها إذا أحب الرجل فاعلم بأن النسيان مستحيل وكل حب يأتي بعد هذا الحب هو مجرد تسلية ومحاولة بائسة للتعويض وإن كان الشاعر الرجل القديم يقول : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول فالرجل حبه يأتي بطيئاً ولايذهب بسرعة والرجل في الحب يستخدم الأفعال أكثر من الأقوال ومنذ عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لم ينس خديجة فكان دائما مايستحضر ذكرها ويثني عليها أمام أزواجه إلى العصور التي تلت فأظهرت عشاقاً كثر حفلت بهم وبقصص وفائهم كتب التاريخ والأدب فقيس أصيب بالجنون في حب ليلى وهو يردد : وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلت لهم فإني لا أشاءُ
وعروة توفي بعد زواج عفراء برجل آخر ومما قاله فيها : تحملت من عفراء ما ليس لي به ولا للجبال الراسيات يدانِ فويلي على عفراء ويلاً كأنه على الصدر والأحشاء حدّ سنانِ وابن زريق حينما ودّع امرأته وسافر إلى الأندلس لجلب الرزق ندم على هذا السفر وأخذ يحن إلى زوجته حتى مات وهو يقول : عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُغِلّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ ؟؟ وعنتر خاض الحرب واقتحم الجموع ولم يكن يطمع بمغنم سوى الظفر بعبلة ونيل إعجابها تاركاً أموال الغنائم للقبيلة حيث اعتاد أن يبدأ أبيات قصائده بكلمة هلّا سألتِ ؟ موجهاً الخطاب لها فهي المقصودة بفعله ، ورأيها بشجاعته وبسالته في غاية الأهمية لديه ولذا يمكن القول أن الرجل لا ينقصه الوفاء للحب كما تتصور بعض النساء وإنما الرجل له تاريخ مجيد في الحب وفي الوفاء لا يمكن أن يشوه بأفعال أشباه الرجال ممن تلفظوا بكلمة الحب قبل اللقاء الأول .. غافلين عن معناها ومضمونها ومايترتب عليها بقلم / [email protected]