قد يتبادر للذهن عندما تسمع هذه الجملة ( الحرمة أكرمكم الله ) أن محدثك سوف يسوق جملة أخرى وتأدبا ابتدر بهذه الجملة ولكن .. تتفاجأ انه فعلا يقصد زوجته .... يعتبر انه من المخزي ذكرها أمام الناس لذا صاغ لهم التكريم على حساب من ؟ زوجته .. وكأن المرأة وصمة عار على جبين الرجل ...هذا النمط لازال موجودا وهذا الفكر يطغى على فئة من الناس ... وحتى تسمعه ما عليك إلا الابتعاد قليلا عن محيط المحافظة لتصطدم بعقلية من يحركه الجهل ويغذيه الأنا
هذا يسوقنا لمحور ما يدور في مجالس الرجال وأقصد المتزوجين منهم .. محور يدور على رحى واحدة الزواج الثاني ...أصبح الهاجس الوحيد كيف يقدم على هذه الخطوة وان أقدم فهو أشجع الرجال وقلبه من حديد .. لسبب بسيط انه اخذ زهرة عمر المرأة وركلها برجليه الاثنتين .. يقول لك الزوجة هم ... ولا بد من التجديد .. لابد أن أعيش حياتي وأتمتع بها فالشرع حلل أربع ...ويتبجح ويقول : لنا في رسول الله القدوة الحسنة وبجهله لا يعلم أن الرسول علية أفضل الصلاة والسلام تزوج للمرة الثانية بعد أن ناهز عمره الثانية والخمسين وقضى شبابه مع سيدتنا خديجة لم يتزوج عليها وعندما ماتت حزن عليها ولم يتزوج لسنتين ولكن الأوامر الإلهية ادعت تعدد زوجاته وكلها كانت لحكم وأسباب الجميع يعرفها .. ثم يستطرق ويقول .. انظر فلان أقدم على الزواج ( والله انه شجاع ) هذا الذي يحدثك طبق مقولة ( الحرمة أكرمكم الله ) ليس قولا ولكن فعلا .. أخذها من بيت أهلها زهرة يانعة تحملته وتحملت مزاجه سنين أعطته الحب ووهبته حياتها ولما بدأت تكبر أو شعر هوا بالذبول وحتى يوهم نفسه بأنه لازال أسدا جال في مخيلته التغيير وعلته الوحيدة أن الخمول الذي يعتريه بسبب بقائه على زوجة واحدة فقط ... لا اختلاف بين الفئة الأولى وهذه الفئة جميعهم لم يحترم المرأة وجميعهم لا يعلم من تكون المرأة في الإسلام .. تلك أمهات المؤمنين .. تلك التي أنجبت الأبطال تلك الخنساء وخولة بنت الأزور ... تلك التي أنجبته ... لا يعلم ذاك الرجل أن الأنثى يخرج من بين يديها أفضل الرجال ليأتي الآن ويدوس على كل تاريخها معه وبمنتهى البساطة يجلب لها الهم والكمد يتلذذ في تعذيبها والنيل منها والمصيبة بدون أسباب مقنعة
أنا لست ضد أن يتزوج الرجل فربما هنالك أسباب قوية تدفعه للزواج .. ولكن أنا ضد التعدد والمباهاة بذلك لمجرد أن يشار إلية بالبنان بأنه يمتلك ثلاث أو أربع من النساء ويتفاخر أمام الجميع والنتيجة ؟ أرمِ على عاتق المجتمع أطفالا ودعهم للخالق يتولاهم ....دعهم يتجولون بالمساجد عبثاً وخرابا اجعلهم لا يتركون شارعا أو مرفقا إلا ويئن تحت وطاءه أحجارهم ... دعهم ( فالمصلح هو الله ) وإن بحثت في تفاصيل حياته اليومية تجده أتعس الرجال فقد الحب ونعى الحنان وشطر نفسه إلى أجزاء لا يكاد يرضي واحدة إلا على حساب الأخرى ..فقد حتى الأناقة في ملبسه .. تراه أول الطابور في المطاعم زبوناً دائماً ضاعت من بين يديه الحياة الكريمة ولو بيده لدارت عجلة الزمن للوراء وما أقدم على هذه الخطوة ..
رسالتي للشاب .. الذي لم يتزوج بعد أو ذاك المتزوج حديثا ... استرق السمع قليلا على رجال ما فوق الأربعين وخذ درس في حياتك واعلم أن هنالك مراهقة ولكنها متأخرة تجلب الوبال على البيت والأسرة بأكملها ..اتقوا الله في نسائكم يا معشر الرجال بأيديكم أن تصنعوا منهن أروع النساء وأجزم أن العلة في الرجل فقط وعقليته وتأثره بمعارك السابقين التي لا يعلم أنها خاسرة إلا بعد فوات الأوان وان فات الأوان أصبح صاحبنا مثل الغراب أضاع مشيته ولم يحسن تقليد الحمام .....