هذا الواقع العربي الذي لم تستطع جامعة الدول العربية به أن توجد أساليب.. إن لم تكن قدرات ردع. فعلى الأقل تكون قدرات حماية.. لحماية الدول العربية من تصاعد ما لدى إسرائيل من نزاعات توجه لتفرض ذاتها كقوة أولى بين الدول العربية.. دولة أولى.. لا ترتبط إطلاقاً بأي أنظمة عالمية إن لم توفر حماية قدرات عسكرية، فعلى الأقل توفر أمن نساء وأطفال وجملة سكان لا علاقة لهم بظروف أي حروب.. بغض النظر عن ظروف نظام حماس أو واقع ما إذا كان في مجال خطأ أو مجال صواب فإن ما ارتكبته إسرائيل من قسوة قتل متنوعة المواقع ومتنوعة تعدد الشهداء الأبرياء الذين لم يكن أحد منهم سبباً فيما حدث.. في كل العالم تتواجد دائماً ظروف ومناسبات حروب لكن بين من هم في واجهة هذا التصرف.. ليقارن المواطن العربي بين ما كان يحدث في الماضي وبين حقائق واقع هذا الحاضر.. هل كان لإسرائيل وجود قديم بمثل ما هي عليه في الحاضر؟.. نحن نعرف أنه طوال تاريخها لم تمارس أي دولة غربية بدءاً ببريطانيا والحاضر تحت رعاية أمريكا، فهل يجوز أن يتم التسلط الوحشي على شعب محاصر تاريخياً في كل الاتجاهات لحرمانه من الوصول إلى كفاءة المواجهة ضد هذا التنوع العدواني.. لماذا لم يفهم العالم العربي هذه الحقائق؟.. لماذا لا يعي الإخوة في العراق وسورية واليمن ولبنان وشمال أفريقيا مدى قسوة الضعف الذي حل بالعالم العربي حيث أصبح عاجزاً عن مواجهة قسوة ما يتنوع بداخله من حروب محلية، فكيف سيواجه ما يحدث من حروب خارجية.. ناحية إنسانية.. وأخلاقية.. إذا كنا نفهم بأن العالم العربي الذي كان ينافس الواقع الأوروبي قبل أن تأتي عصور التطور العلمي والعسكري في ماضيه البعيد فإننا ندرك ناحية أخرى وهي ما أصبح فيه المواطن العربي من ضياع واندفاع مخاطر لا تفعلها دولة متحدة، وإنما أقليات إما أنها تحكم أو أنها تريد أن تحكم.. إن إسرائيل مهما تعدد ما تمارسه من وحشيات عدوان فإنها بأي حال لن تكون في مواجهة زعامة الشرق الأوسط لكنها وبتأكيد تضيف حالياً الجديد من رصيد الهزالة وقسوة وحشية التعامل.. نقلا عن الرياض