أقسم بالله العظيم أنني ذاتياً أواجه مؤثرات قلق أجدها وكأنها تأخذني إلى مواقع فشل تدرّج منذ عشرات الأعوام حتى وصل بالكثير من الدول العربية إلى تعدد سوء ما هم فيه من واقع مؤلم.. ذاكرتي تأخذني إلى ما كنت أسمعه قبل أربعين عاماً عما هو قبل ذلك بطبيعة أوضاع العراق الملكية، حيث لم يكن للعراق وجود تقليدي أو تنوّع عداوات محلية مثلما هو واقع الحاضر.. كان المواطن ينطلق نحو البروز عالمياً بشواهد تعدّد المنجزات.. بما كان ينشر من جزالة تنوّعات ثقافية.. قدرات اجتماعية.. تنوّع موجودات اقتصادية.. قرأت وبتعدّد لمؤلفين عراقيين ما لم أقرأه في جزالته لغيرهم باستثناء مصر التي كانت قبل ذلك وتواصلت بامتياز أهمية تنوّع حضور قدراتها.. سوريا آنذاك لم تكن قبيلة أو طائفة دينية وإنما تتسيد بوجودها كواجهة للتحسنات العربية المتعددة.. أين هي الآن؟.. تونس متى ستعود إلى جزالة ما كانت تتميز به؟ وهل المعقول إن وجد أحد يجزم بأن ما بعد عصر القذافي سيكون أسوأ مما كان في عصره؟.. الدولة السعودية.. واعية وبعمق ثم وبتعدّد الشواهد هي في حضور تاريخي يذكر لها فيه كيف أخذت المواطنين إلى جزالة حضور دولي من ناحية وتباعد عقلاني عن أي نزاعات عربية، وهي حالياً نعطيها كل ثقة تقدير لكن.. مواطننا الذي يعرف جيداً أنه لا توجد دولة وجّهت قدراتها الاقتصادية كي يتواجد المواطن وهو كفاءة حضور علمي وكفاءة حضور إداري وسجّل لذاته عبر أعوام طويلة أنه لم يكن في عصر مصدر خصومات أو صراع مثلما يحدث في العالم العربي.. هذا الواقع في الماضي والحاضر يعطينا يقين الثقة بوعي المواطن، لكن ما يحدث الآن في العالم العربي من قسوة ما هو يمر به من دوافع خصومات وافتعال حروب لم تعد بين دول فقط، ولكنها أصبحت بين ما هو متعدد من فئات سكانية.. ونحن لا نريد لمجتمعنا الواعي والأكثر سعادة في أي وجود عربي بأهمية ما هو متوفر له من جزالة تنوّع المعيشة وجزالة كفاءة تعميم مشاعر المحبة محلياً.. لن يأتي إلينا من يبحث عن خطأ، لكن ربما يأتي حدودياً من يرغب أن يهدد أو يوهم بتنوّعات أكاذيب توفر له فرص شغب لا نخافها إطلاقاً، لكن نطلب من مواطننا أن يكون البعيد عن كل مهازلها..