من نصف قرن أنشئت كلية البترول والمعادن وسط أكبر حقول النفط في العالم في منطقة الخير المنطقة الشرقية، كان إنشاؤها جامعة نطاق هيكلية التعليم آنذاك لكنها اختطت منهجية مختلفة في نمط التعليم والبحث العلمي خلق لها تميزا في مسار التعليم والتوظيف وسمة تميز، نشأت الكلية وفق نظام التعليم الأمريكي الصارم وتخير لها أساتذة تميزوا بالأداء البعيد عن عقلية المجاملات والعواطف فجاء منها خريجون أبدعوا في التحصيل والأداء وحيازة الثقة من جهات التوظيف البحثي والمهني. رغم مضي هذا العمر وتبدل اسم الكلية إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلا أنها مازالت تسير بهيكلية الكلية فلم تزد كلياتها عن ست كليات مما يثير التساؤل المؤلم عن السبب وراء مثل هذا الجمود المثير والمحير ؟، ويرفع العقيرة بوقفات استجواب من أجيال توالت على الجامعة طلابا وأساتذة باسم كل الوطن كيف لم يثر موقع الكلية / الجامعة أو يغر باستحداث كليات وتخصصات من واقع التطورات المذهلة في صناعات النفط والبتر وكيماويات. كيف لم تصبح الجامعة مرجعا عالميا في هندسة صناعات النفط وبيت خبرة عالميا يقدم الدروس والبحوث والاكتشافات العلمية لمصادر الطاقة أيا كانت كهربية أو نفطية أو بترو كيماوية أو طاقة شمس أو صناعة رمال وزجاج. أعلم أن الكلية / الجامعة لديها معهد بحوث للطاقة ومراكز استقطاب مجتمعية لكنها ضعيفة وخجولة مقارنة بالعمر والمكان والعمق الاستراتيجي لمنابع النفط المثري المغري للبحث والدراسة للعالم أجمع. لا أعلم لماذا الكلية / الجامعة هي الجامعة الوحيدة في بلادنا التي لا يوجد بها طالبات أو استاذات فهل لها سياسة تمييزية ضد النساء رغم أن في منطقة تواجدها في شركات النفط مهندسات بارعات وبنات تواقات للالتحاق بالكليات العلمية؟، هل هي غفوة تحتاج إلى صحوة تطيح بأوهام الكرى ؟. ولعل مدير الجامعة الحالي هو من خريجي الكلية ومازال حال بعض الباراكسات التي سكنها مابرحت سكنا لبعض الطلاب، وأنا هنا أشعر بالحزن على بقاء الجامعة كلية كما كانت من نصف قرن.. فهل اللوم على المجلس الأعلى للجامعة أم على التاريخ.