استكمالاً لمسيرة التطوير التي انتهجتها مجلة (الحج والعمرة) في أعدادها السابقة، واكب عددها الجديد الصادر مؤخراً (شعبان 1437ه) (رؤية المملكة 2030)، فتصدرت صفحاته (كلمات مضيئة) لخادم الحرمين الشريفين جاء فيها: (لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم، السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها، والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته، ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا بعون من الله وتوفيقه، أنموذجاً للعالم على جميع المستويات). واستعرضت المجلة أهم ملامح رؤية 2030، التي تتطلع من خلالها القيادة الرشيدة لتحقيق أضخم مشروع تحوّل تنموي في تاريخ المملكة، عبر مدخل اقتصادي يشمل جميع مناحي الحياة وتفاصيلها، وكان للحج والعمرة حظها من الاهتمام ضمن هذه الرؤية الطموحة، حيث تتضمن العمل على تمكين ما يزيد على (15) مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام (1442ه 2020م)، أما بحلول عام (1452ه 2030م) فمن المقرر العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين من (8) ملايين إلى (30) مليون معتمر، مع التأكيد على تقديم خدمات مرضية بنسب عالية، وذلك من خلال تسهيل إجراءات طلب التأشيرات وإصدارها وصولاً إلى أتمتتها وتطوير الخدمات الإلكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين، وسيكون للقطاعين العام والخاص دور كبير في تحسين الخدمات المقدمة ومنها الإقامة والضيافة وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة. ولم يغفل العدد وهو في مرحلته الأخيرة لبدء الطباعة، الأوامر الملكية التي جاءت من منطلق التطوير المستمر وانسجاماً مع رؤية المملكة (2030)، فاشتملت على هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة بما يتوافق مع متطلبات المرحلة ويحقق التطلعات في ممارسة أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه، وبما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، وصولاً إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة، فاستدعى ذلك إلغاء ودمج وترتيب اختصاصات العديد من الوزارات والأجهزة والهيئات العامة والمصالح الحكومية، بهدف تركيز المسؤوليات ووضوحها وتسهيل الإجراءات لتوفير أفضل الخدمات بما ينسجم مع سياسة الدولة، وكان من ضمن تلك الأوامر السامية تعديل اسم "وزارة الحج" ليكون "وزارة الحج والعمرة"، وتعيين معالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزيراً لها. وبعد ذلك تأخذ المجلة قارئها الكريم في جولة شيّقة بمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث خصصت لها ملفاً متكاملاً، افتتحته بمادة تعريفية عنونتها (طيبة.. دار الهجرة ومأرز الإيمان)، ومن خلال عدة موضوعات رصدت تفاصيل المدينةالمنورة بأسوارها وآبارها وجبالها وسكانها ومعالمها، وبالتأكيد كان المسجد النبوي الشريف محور كل ذلك، حيث كتب بعض المتخصصين من أمثال البروفيسور محمد بن عبدالرحمن الحصين، الدكتور محمد أنور محمد علي البكري، عبدالعزيز بالي، أحمد بن أمين مرشد، محمد إحسان بخش، عبدالله كابر، عز الدين المسكي، والدكتور يوسف حوالة، موضوعات حول (المنبر المنيف)، (الروضة الشريفة)، (القبة الخضراء)، (سمات وخصائص التراث العمراني للمدينة المنورة)، (الحنين إلى سيدة المدائن)، (أحد.. خيرة جبال الأرض)، (أصوات ندية من مئذنة الإسلام الأولى)، (إنارة المسجد النبوي من شعلة سعف النخيل إلى ثريات الكهرباء) و(عشرون معلماً وأثراً حول المسجد النبوي)، (الأدلاء.. شرف المهنة وعراقة الخدمة). كما رصدت المجلة من خلال تقرير شامل مهام ومنجزات فرع وزارة الحج بالمدينةالمنورة، والخدمات التي يقدمها لضيوف الرحمن من زاور المسجد النبوي الشريف. وفي شأن متصل وضمن باب رؤي، بدأ الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي الكتابة حول الينابيع الثلاثة، وفي مقدمها ينبع النخل بوصفها من شواهد السيرة النبوية. أما كتاب الشهر الذي عرضته المجلة فهو بعنوان (آثار المدينةالمنورة) للشيخ عبدالقدوس الأنصاري يرحمه الله وقد عرضه الأستاذ محمد باوزير، مقدماً خلاصة موجزة عن طيبة وآثارها. وتضمن العدد لقاءً مع وزير الشؤون الإسلامية الماليزي، تحدث خلاله عن مسيرة الإسلام في ماليزيا وتطرق أيضاً إلى رحلة الحجاج الماليزيين قديماً وحديثاً. وتحت باب (بأقلامهم) تستعرض المجلة ما تلقته بوافر التقدير ما كتبه بعض أصحاب الرأي والفكر الذين استطلعتهم لتنهل من معين خبراتهم الثرّة، فكانت كلمات الأستاذ عبدالله الحقيل، والأستاذ محمد الوعيل، والدكتور فهد عقران، والأستاذ حسين بافقيه، بحق المجلة وما يسطر فيها، قلائد ستستبين بها لتمضي في مسيرتها التي انطلقت قبل ما يزيد على سبعين عاماً. وفي (ثنية الوداع) التي اختتم بها القسم العربي من المجلة، كتب رئيس التحرير الأستاذ طلال قستي مقالاً بعنوان (خلوا سبيلها فإنها مأمورة)، مشيراً إلى نفحات طيبة الطيبة بعد أن صارت مهاجر نبي الرحمة إلى يومنا هذا، واستقبالها للزوار بكل بشاشة وترحاب. بقي أن نشير إلى أن العدد تميز باستقطاب نخبة من أبناء المدينةالمنورة للكتابة عنها، مما أضفى عليه المزيد من التميّز والدقة والموضوعية، علماً أن المجلة تحفل بوجود كتاب بارزين من بينهم الدكتور محمد عمارة والدكتور بكري شيخ أمين. جدير بالذكر أن مجلة (الحج والعمرة) تعد أولى المجلات الحكومية صدوراً في عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه حيث انطلقت في شهر رجب من عام 1366ه، ويشرف عليها معالي وزير الحج والعمرة، وهي توزع داخل المملكة وخارجها، وتحتوي على قسم باللغة الإنجليزية