إنجاز لاعب ألعاب القوى السعودي لرمي القص لذوي الاحتياجات الخاصة هاني النخلي في أولمبياد لندن كان حدثا مهما للاعب يخوض أول مشاركة له في محفل عالمي، كما أن السعودية حديثة عهد برياضة ذوي الاحتياجات مقارنة بدول سبقتها، لكن الموهبة والعزيمة اختصرت الطريق؛ لتجعل منه بطلا أحرز فضية في أولمبياد لندن 2012، وسط حفاوة وتقدير كل السعوديين يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استقبله وكرمه كعادته حفظه مع المميزين في كل المجالات. الإنجليز أبهرونا بإمكاناتهم وحضور المنافسات فاق 70 ألف متفرج يوميا النخلي تحدث عن بدايته مع رياضة ذوي الاحتياجات وتجربته التاريخية في الأولمبياد الخاص، واستعداداته للدورة، وعاد بالذاكرة مشيدا بروعة التنظيم والإمكانات الهائلة التي وجدها في بريطانيا عبر الحوار التالي. متى كانت البداية وكيف؟ كانت البداية في نادي المدينةالمنورة عام 2006، تم توجيهي إلى لعبة الجري 100م تصنيف T35 حتى سنة 2008 ثم اكتشفني المدرب سامي الزرلي الذي حولني إلى لعبة الرمي في ألعاب القوى سنة 2008 تصنيف F33 كانت أول مشاركة لي في بطولة الخليج 2008 ومن هناك كانت البداية الفعلية لي لاعبا في ألعاب قوي, إلى أن تم تطويري فنيا وأحرزت أول ميدالية ذهبية في الألعاب الآسيوية (غوانزو 2010) برقم 29م , 75 ومن هنا عزمت على أن أكون على مستوى أولومبي. كيف ينظر المعوق للرياضة؟. الرياضة هي متنفس للشباب سواء كانوا معوقين أو أسوياء، هي تساعد في مرحلة أولى على التعرف علي الناس وتحسين اللياقة البدنية؛ لكن في مرحلة متقدمة في التدريب يصبح اللاعب محترفا في الرياضة و تكبر مسؤولياته لتقديم أحسن النتائج، ولكن لابد من الالتزام بنظام يومي في الأكل والنوم والتدريب. ماذا تمثل الرياضة للمعوق؟. الرياضة تساعد المعوق على التأقلم مع المجتمع الخارجي والاحتكاك بالأسوياء والدخول في المجتمع بدون قيود نفسية, كذلك تساعد على الاعتماد على النفس والثقة في مؤهلاته العضلية سواء كانت في العضو المعوق أو غيره, ومن فوائد الرياضة أيضا أنها مصدر قوة نفسية وبالإمكان التغلب على الإعاقة مهما كانت درجتها. عندما وصلت لندن للمشاركة كيف كان انطباعك؟ في البداية كنت منبهرا بالملاعب والإمكانيات المتوفرة لهذه الألعاب خصوصا؛ وهي الأولى لي لكن بعد التحدث مع بعض اللاعبين من الوفود الأخرى وكانت لديهم خبرة في الألعاب الأولمبية تأكدت أن ما جاء في هذه الألعاب لم يكن بالصدفة بل كان وليد شعب يحب الرياضة، الذي شد نظري هو القبول اليومي من مشجعين طول أيام البطولة صباحا وعصرا من كل الأعمار وتجد في الملعب أكثر من 70 ألف متفرج يشجعون. كيف ترى مشاركتك في الأولمبياد؟. الأولمبياد هي أكبر محفل رياضي والمشاركة فيها شرف لكل رياضي سواء حصل علي نتيجة أو لم يحصل, عندما تكون متواجدا في المكان الذي يضم أبطالا عالميين من مختلف دول العالم فإن ذلك يعطيك إحساسا أكثر بالمسؤولية ويمنحك شحنة معنوية لتقدم أحسن ما عندك أداء ونتيجة. كيف سارت استعداداتك قبل المشاركة في لندن؟. حسب تخطيط المدرب سامي الزرلي كان معسكر لندن في الفترة الأخيرة من التحضيرات، وهي الفترة الحرجة التي تكون فيها الفترات التدريبية حساسة وتتطلب الكثير من التركيز ومما سهل علي، وعلى المدرب التدريبات هو تعامل مركز ستوكماندفيل مع المعسكرات باحترافية كاملة؛ إذ تم توفير كل الإمكانيات لإنجاح المعسكر وتبين أن تجهيز المكان من ملعب وفندق ومعاملة كانت الأساس في إنجاح المعسكر رغم العوامل النفسية الصعبة. ماهي الذكريات التي لن تنساها أثناء مشاركتك؟. من الأشياء المهمة التي احتفيت بها في لندن 2012 هي حصولي على ميدالية فضية برقم عالمي جديد هدية للشعب السعودي الذي ساندني, واهتمام الشعب البريطاني بالرياضة وخصوصا رياضة المعوقين بطريقة تعطي درسا لكافة الشعوب يحثهم علي التعامل مع هذه الفئة بالطريقة ذاتها، كما لفت انتباهي منظمو البطولة فقد كانوا على مستوى الحدث وأعطوا كل شيء أهمية قصوى، لقد كان مجهودا جبارا من الشعب البريطاني. كيف وجدت معاملة البريطانيين لك؟. كانت أول زيارة لي إلى لندن في الألعاب الأولمبية، انبهرت من معاملة الشعب البريطاني مع السواح خصوصا في لندن بإمكانك أن تجد الأكل والسكن المناسب لك حسب جنسيتك؛ مثلا كان السواح العرب وخصوصا الخليجيين متواجدون بأعداد كبير ولا يجدون صعوبة في الحصول على ما يناسبهم. ماهي طموحاتك في المجال الرياضي؟. أن أكون قدوة للمعوق السعودي الذي يمكن أن يكون بطلا، هذه بداية مشواري الرياضي وأتمنى أن تشارك السعودية بعدد أكبر من اللاعبين خلال الأولمبياد المقبلة وأرجو من المسؤولين التعامل مع رياضة المعوقين بكل احترافية وأنا علي ثقة تامة من توفير الحكومة السعودية كل المتطلبات لرياضة المعوقين لنمثل مملكتنا الحبيبة أحسن تمثيل . ماذا مثلت لك لندن؟. لندن بالنسبة لي كانت الفرحة والبهجة والنجاح حين توجت على أرضها بميدالية فضية، هذا يعتبر إنجازا لي ولبلدي ولكل معوق، لن أنسي مملكتي الحبيبة وسأظل ممتنا لولاة أمري وبلدي؛ إذ كانت بداية نجاحي ولن أنسى تشجيع الشعب البريطاني لي وللرياضيين كافة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما يعكس حبهم للرياضة.