ثماني سنوات مرت على مبايعة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكا على البلاد ، عبرت كالطيف المنعش ، سريعة في مقياس الزمن ، لكنها بمعيار الانجاز توازي عقودا من الزمن، بما شهدته من التطور والرقي والتقدم والنقلة النوعية التي شملت مختلف المجالات ...هنا يحق لنا الاحتفال ، وتنداح الفرحة في دواخلنا منسابة ، وينطلق الابتهاج من النفوس معبرا عن قيمة المنجزات العملاقة التي يصعب حصرها هنا .. العهد الزاهر الميمون انطلق برؤية عميقة ، ومنهجية واضحة ، وبرنامج متكامل لنقل الدولة الى مرافئ التقدم ، وجعل العلم حجر الزاوية ، والتقنية مطية العصر، والكادر الوطني المؤهل ، رأس الرمح ، وفرس الرهان ، في عملية البناء . بناء على هذه الرؤية التي اتسم بها هذا العهد انتشرت الجامعات حتى غطت المحافظات فضلا عن المناطق ، وتداعت مشاريع التنمية ، وتوالت برامج الابتعاث الخارجي ، وتحدثت المناطق والمدن لغة الانجاز ، ضمن قاموس البرنامج الاصلاحي ، الذي كان يحدق بتركيز واع تجاه المستقبل.. كل ذلك لم يكن على حساب البعد الانساني الذي اتسم به الملك عبد الله ، الذي سطره التاريخ منذ أمد بعيد ، ورصدته العدسات حينما تجول حفظه الله في أحد الأحياء الفقيرة ، وامتد الى مساندة الشعوب المنكوبة ، والتوجيه بفصل السياميين لدى كثير من الدول ضمن برنامج طبي علمي وضع المملكة في مكانة مرموقة. الاحتفال بذكرى البيعة الثامنة المباركة ، يعني الاحتفال بمنظومة المنجزات التي يضيق عن سردها المقال والمقام ، والتي من أبرزها مشروع الملك عبد الله للحوار العالمي ، الذي أكسب المملكة مكانة عالمية رفيعة ، وكذلك توسعة الحرمين الشريفين ،خصوصا توسعة المسعى (الأولى من نوعها في تاريخ الحرم المكي) وتجسيد عظم المسئولية تجاه الاسلام والمسلمين ، ومنها مشروع قطار الحرمين ،خدمة لضيوف الرحمن ، ومن المنجزات انشاء المدن الطبية ، والمستشفيات العالمية ، وتطور العلاج ، وتطوير مرفق القضاء ، والاتقاء بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطوير النظام السياسي ، لاسيما نظام الانتخابات البلدية ، وكذلك الحضور الدولي الفاعل للمملكة في مختلف المحافل . ومن سمات هذا العصر الزاهر، الرؤية الاقتصادية الصائبة ،التي أكسبت الاقتصاد المناعة والقدرة مما جعله يصمد أمام الأزمات المالية العالمية التي عصفت بالاقتصادات العالمية الشهيرة ، فضلا عن التوازن الاقتصادي، وسياسة ادارة النفط ، وادارة المال ، ووضع الخطط الكفيلة بحماية الاقتصاد في ظروف استثنائية بالغة التعقيد ، بالإضافة الى مبادرات السلام ، وخطة استئصال شأفة الارهاب. ومن أبرز هذه الاصلاحات والمنجزات ، اكرام المرأة ، والعناية بتعليمها وتدريبها وتوظيفها ، وزيادة نسبة عضويتها في مجلس الشورى ، واتاحة الفرصة لها للإسهام في البناء.