في الذكرى السابعة للبيعة الميمونة المباركة، تمدد الفرح في كل مكان ، واختارت البهجة مساحة واسعة في نفوس الجميع ، فالمناسبة سعيدة ، والذكرى طيبة ، والحقبة المباركة حافلة بكل ما يبهج النفوس ويسر الخواطر ، ويطمئن القلوب ، ويكون مصدر فخر واعتزاز، فالعهد الزاهر الميمون ازدحمت حقبته بالمنجزات التي لا يمكن حصرها أو إحصاؤها في هذه المساحة المحدودة ، بل تحتاج إلى موسوعة ومجلدات لمحاولة استعراض بعضها. نعم .. الكل يفرح ويبتهج ويعبر عن سعادته ، مع حلول الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكا على المملكة العربية السعودية ،والفرح هنا ، ليس فقط من أجل الاحتفال بذكرى تاريخية، بل الاحتفال والفرح نابعان من الشعور الداخلي بوجود الأمان والطمأنينة وتواصل مسيرة الإنجاز والبناء والوفرة والرخاء والتنمية الشاملة التي اتسم بها العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين. يحق لنا أن نطلق على هذا العهد المبارك ، عهد النهضة والتقدم والبناء ، بل هو عهد الإصلاح الشامل ، وهو كذلك بالفعل لأن خادم الحرمين الشريفين حينما تولى مقاليد الأمور في المملكة قبل سبع سنوات كانت لديه إستراتيجية خاصة ، وبرنامج شامل ومشروع متكامل بحكم درايته الكافية بتفاصيل الأمور ، وشئون الوطن ، واحتياجات المواطنين ومتطلباتهم ، كونه ظل لأكثر من عقدين من الزمان وليا لعهد ، فهذا أكسبه الخبرة ، فضلا عن المعرفة الكاملة لما تتطلبه المرحلة في مختلف القطاعات. لذا لم يكن غريبا أن يبتدر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عهده الميمون بالمشروع الإصلاحي الذي بدأه بمشروع تطوير التعليم باعتباره ركيزة التقدم وحجر الزاوية في عملية البناء ، والذي تضمن رؤية متعمقة في التطوير شملت التعليم العام والعالي ، وفي إطاره قفز عدد الجامعات في فترة وجيزة إلى بضع وعشرين جامعة ، وتوج ذلك النهج ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، بهدف تأهيل الطلاب بالعلوم المتقدمة في أشهر جامعات العالم ليعودوا إلى بلدهم محملين بمعاول البناء . المشروع الإصلاحي المتكامل الذي تجسدت نتائجه في النهضة الشاملة لعهد خادم الحرمين الشريفين لم يستثن جزءا من الوطن ولا قطاعا من قطاعات الدولة ، بل كان يحمل لكل قطاع وصفة تمنحه بصمة التطوير والنهوض ، ولا أدل على ذلك من مشروع إصلاح القضاء الذي شمل كل مفاصل السلطة القضائية ، وكذلك الإصلاح السياسي الذي انطلق بالانتخابات البلدية ومجالس المناطق ، والتعديلات التي صبت في هذا الاتجاه ، والنقلة التي شهدها جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكثير من الأجهزة ذات الصلة بالمواطنين.