عقب ذلك ألقى سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء كلمة قال فيها :"ختم الله رسالات الأنبياء برسالة محمد صلى الله عليه وسلم المشتملة على كل يحتاج العباد إليه في دينهم ودنياهم شريعة كاملة في مبادئها ونظمها ما فرضنا في الكتاب من شي، مبيناً أن للتجارة بالإسلام أثر عظيم فقد قرن الله التجارة مع الجهاد في سبيله قال تعالى (( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )). واستشهد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( التاجر الصادق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء )، مبينًا أن المؤمن من خلقه الصدق والأمانة، فلا كذب ولا غش ولا خداع ولا تدليس ، فهو يراقب الله في أقواله وأعماله خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومر بالسوق فقال : يامعشر التجار إن التجار فجار إلا من اتقى الله وبر وصدق. ومضى سماحته يقول:" بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم والعرب لجاهليتهم لهم بيوع وعقود فأصح ما كان خاطئًا وأقر ما كان صحيحًا وحرم عليهم مافيه ضرر لهم وما يسبب العداوة والبغضاء بينهم قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ )) فالأكل بالباطل هو كل ما يناله البائع أو المشتري بغير حق فكل ذلك من أكل أموال الناس بالباطل وقد ربى الإسلام الأتباع على الصدق والوضوح والأمانة والقيام بالواجب ومراقبة الله بكل الأشياء ، فإذا أخطأ الإنسان قومه إخوانه قال تعالى (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )) وعندما يتعذر فإن لقضاء السلطة التدخل في ذلك لإيقاف ظلم الظالمين وفساد المفسدين. وأضاف سماحته : إن التطور التقني والثورة الاقتصادية ألقت بايجابياتها وسلبياتها على المجتمع، فالجريمة في هذا العصر لم تعد جريمة كما مضى ، الجريمة في الماضي أمرها سهل ويسير ، لكنها الآن شملت أموراً كثيرة ، الجانب الاقتصادي ، والجانب الأخلاقي ، والجانب الأمني. وقال:" لما كان غسيل الأموال وتمويل الإرهاب جريمتين عظيمتين فإن الحكومة وفقها الله جعلت له عقوبة تعزيرية تطبقها المحاكم الشرعية وينفذها الحاكم الشرعي بالتعاون مع التحقيق والادعاء العام ، لأن هذه مصيبة عظيمة ، فالمملكة العربية السعودية اهتمت بهذا الموضوع ، فسنت قوانين لمكافحة الإرهاب والمخدرات والاتجار بالأسلحة والاتجار بالبشر ، وبالجانب الدولي ومن هذه المؤتمرات ما نشاهده اليوم من هذا اللقاء المبارك الذي نرجو أن تنبثق منه قرارات مفيدة ، فعلى دول العالم محاربته والأخذ على الأيدي وترشيد وتطوير الأجهزة الرقابية والعدلية في محاربة هذا الداء العظيم. وختم سماحة مفتي عام المملكة كلمته سائلاً الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، ويحفظ على هذه البلاد دينها وأمنها وقيادتها.