رغم أن عمر حي القلت شرقي الطائف يناهز ال 25 عاما، صدر قرار باعتماده كمخطط من وزارة الشؤون البلدية وتنظيمه بالكامل، إلا أن الأهالي ظلوا لأعوام عديدة ينتظرون الخدمات. عدد من الأهالي أشاروا إلى افتقار الشارع التجاري الذي يطلقون عليه «شارع الثلاثين» للإنارة، فما إن يخيم الليل حتى يغرقوا في العتمة، على حد وصفهم، إضافة إلى السفلتة المهترئة في مواقع كثيرة من الحي، في ظل وجود العديد من الحفر التي تمثل مصائد منصوبة لاصطياد السيارات، فيما يظل الشارع أسيرا لمخلفات النفايات كشاهد حي على أسوأ أحواله، فضلا عن انتشار ظاهرة التفحيط من قبل المراهقين إلى ساعات متأخرة من الليل. المياه والصرف وكشف الأهالي عن تلقيهم عدة وعود من أمانة الطائف منذ سنوات لإيجاد مشروع للصرف الصحي، ولكن المشروع لدهشتهم يتحول إلى جهة أخرى. مشيرين إلى أن المشروع بدأ مع بداية شارع الثلاثين من جهة وادي وج، ثم توقف بانسحاب المقاول واختفاء معداته التي لا يعلمون شيئا عن سبب اختفائها حتى الآن، علما بأن المشروع أقر في الميزانية عدة مرات ولكنه لم ينفذ بحجة عدم كفاية المبالغ، ما أدى في غيابه لانبعاث الروائح الكريهة لكثرة المستنقعات والبرك المتكونة بعد هطول الأمطار، وساهم بدوره في انتشار البعوض والحشرات، وجعل الأهالي وخصوصا الصغار عرضة للأمراض، فضلا عن مداهمة السيول التي تحاصرهم أثناء هطول الأمطار فتعزلهم عن العالم الخارجي. المياه والكهرباء ويشكل جلب المياه إلى الحي معاناة مستمرة للأهالي، وذلك بسبب الطرق غير المسفلتة، ومزاجية أصحاب الصهاريج في إيصال المياه إلى منازلهم، بدعوى وعورة شوارع الحي، فيضطر الأهالي لدفع مبالغ أضعاف التسعيرة المقررة لإيصال المياه إلى منازلهم، في نفس الوقت الذي تلعب فيه المحسوبيات بحسب الأهالي دورا كبيرا في إنارة الحي، وذلك بإضاءة شارع دون الآخر، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، مشيرين إلى أن هناك العديد من أعمدة الكهرباء ملقاة في منتصف الشوارع، ما يدل على العشوائية الواضحة في وضعها، فضلا عن التمديدات المكشوفة التي شوهت المنظر العام، فيما يظل الحي بحاجة للتمديدات الأرضية، والشاهد على ذلك تعرض أحد المواطنين في الحي لصعق كهربائي من عمود، إثر زوابع رعدية ممطرة، ما نتج عنه إتلاف التمديدات الكهربائية وانقطاع التيار عن منزله. خدمات التعليم وفي مجال الخدمات التعليمية، أشاروا إلى أنه لا يوجد في الحي مدارس ثانوية للبنين أو للبنات، فضلا عن أن مدارس البنين والبنات الابتدائية والمتوسطة عبارة عن مبان مستأجرة. عمالة سائبة ومن النواحي الأمنية، أوضحوا أن الحي في ظل الحالة التي هو عليها الآن من انتشار العمالة الوافدة، عامل مساعد في انتشار الجريمة، حيث كشفت الجهات الأمنية مصنعين للمسكر تداران في الحي من قبل عمالة مخالفة ما يشكل خطرا على أبنائهم. خدمات الاتصالات وفي مجال الاتصالات، أشار الأهالي أن هناك تأخيرا من قبل الاتصالات في تركيب الهواتف الثابتة، مرجعين أسباب ذلك إلى عدم وجود توسعة في الشبكة القديمة، إضافة إلى وجود ضعف في خدمات الشبكة العنكبوتية، نظرا لأن أبراج الجوالات لا تغطي كامل الحي. معالجة العشوائيات وإلى ذلك أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، أن حي القلت يعد من الأحياء التي نشأت في غياب التنظيم، وأن هناك مشروعا تنمويا كبيرا وافق عليه المقام السامي الكريم ويجد الاهتمام والمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة، ويهدف إلى معالجة وتطوير العشوائيات في جميع محافظات منطقة مكةالمكرمة ومنها الطائف. وأضاف إبراهيم، «تضم اللجنة التنفيذية للمشروع عدة جهات، وتنبثق عنها ثلاث لجان، هي: اللجنة الأمنية ومهمتها معالجة أوضاع المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، واللجنة الاجتماعية وتعنى بأوضاع السكان من النواحي الاجتماعية، واللجنة الفنية وهي المسؤولة عن رسم لائحة تطوير الأحياء والضواحي الخاصة بالإسكان، فيما بدأ العمل في هذا المشروع خدمة لأهالي منطقة مكة، وإحداث نقلة نوعية تشمل جميع أمور حياتهم، فيما يشمل المشروع جميع مدن المنطقة، على أن تكون البداية من مكةالمكرمةوجدةوالطائف، لافتا أن المشروع يتيح فرصة كبيرة للقطاع الخاص للمشاركة فيه