حي المعترض بالحوية.. يحتل موقعا متميزا شمال المحافظة، حيث يقع بالقرب من كوبري طريق السيل الذي يربط محافظة الطائف بالعاصمة المقدسة، إلا أن هذه الميزة لم تشفع له بأن يكون خارج دائرة العشوائية بالمحافظة، بل بات رغم تاريخه الزمني الطويل مثلا حيا لغياب التخطيط العلمي، وهو ما يؤكد حاجته الماسة إلى المعالجة الفورية ليكتسب مزايا موقعه الإسترتيجي من خلال ما يوفر له من خدمات ضرورية ومشروعات تنموية. “المدينة” تجولت في أحد أقدم أحياء الطائف وأفقرها من ناحية توفر الخدمات، في ظل صمت غير مبرر من قبل أمانة المحافظة رغم وعودها المتكررة -حسب إفادة عدد من سكانه- ورصدت جوانب من معاناة أهل الحي وتطلعاتهم الآنية والمستقبلية التي لخصوها في السفلتة، الإنارة، شبكة لتصريف المياه، تكثيف الدوريات الأمنية، وفتح طرق جديدة بالحي. حي المنغصات حسن الشهري يؤكد أن الحي يعود تاريخه إلى أكثر من 35 عاما ومن بعده بدأت الأحياء تحيط به من كل الاتجاهات، وأضاف: ربما كان هذا التاريخ القديم سببًا رئيسًا في عشوائيته، كونه تشكل في وقت لم يكن فيه مخططات نموذجية ولا طرقات معبدة، وأشار إلى أن الحي مليئ بالمنغصات التي يعايشها الأهالي منذ سنوات، سواء من ناحية العشوائية التي تسيطر على غالبية أجزائه أو قلة الخدمات به، وهذا ما يعزز المطالبة بسرعة معالجة كل مظاهر العشوائية التي يغرق فيها. ضيق الطرق الداخلية ويضيف صقر القرشي: الحي غارق في العشوائية منذ عشرات السنين وهذا ما يجعله في نظر الكثيرين وللأسف من الأحياء غير المحببة للسكن، ومن أسباب ذلك أن الطرق الداخلية للحي ضيقة بشكل يصعب التنقل فيها، ويعيق وصول سيارات الجهات الأمنية والخدمية، مستشهدا ببعض الحوادث التي تسبب ضيق الطرقات في تفاقمها، خاصة ما يتعلق بالحرائق وقضايا السرقة والنشل، وأشار إلى أن بعض شباب الحي دائما ما يستغلون هذا الوضع للقيام بممارسات يرفضها أهالي الحي. شبكة الصرف الصحي ويشير خالد المقاطي إلى معاناة الحي من عدم وجود شبكة تصريف صحي، مبينا أن الأهالي قاموا في أكثر من مرة بمخاطبة الأمانة لتوفير هذه الخدمة المهمة ولكن الاعتذار دائما هو سيد الموقف، وقال إن الحي يغرق بالكامل بمجرد هطول أمطار عليه، وقبل عدة سنوات شهدنا موجه مطر كبيرة تسببت في إلحاق الضرر بالحي بشكل كامل لدرجة غرق بعض المنازل وطمرها بالمياه، وهذا ما كان ليحدث في وجود شبكة تصريف لمياه السيول والأمطار. الخوف من المطر ويشاركه الرأي محمد المطيري بقوله: بالفعل أصبح الأهالي يخشون الأمطار حال وقوعها كون غالبية منازل الحي شعبية ومستواها ليس بمرتفع عن الأرض، وهو ما يعزز احتمالية غرقها في غالب الأحيان، مستشهدا بالأمطار التي شهدتها المحافظة قبل عدة سنوات وتأثر بها الحي بشكل كامل، حيث طمرت المياه عدة منازل بسبب عدم وجود شبكة تصريف وكذلك قرب المنازل من بعضها وعدم وجود مخارج للمياه في الطرقات الضيقة التي تدفع بها نحو منازل أخرى. وطالب الأمانة بتوفير شبكة تصريف تقي سكان الحي مخاطر الأمطار، وتوسيع الطرقات الداخلية للحي للمساهمة في انفراج أزماته المتعلقة بالطرق وخاصة ما يتعلق بمرور مياه الأمطار بدلا من دفعها بشكل متبادل بين المنازل. منازل عشوائية ويتذكر خالد ضيف الله حادثة غرق منزله بشكل كامل قبل عدة أعوام، مبينا أن مياه الأمطار دخلت عليه وعائلته في منزلهم الواقع في منتصف حي المعترض، ولولا لطف الله ثم تمكنهم من مغادرة المنزل لذهبوا ضحية مياه الامطار التي لم تجد شبكة لتصريفها بعيدا عن الاهالي، وأشار إلى أن غالبية منازل الحي عشوائية، وهو ما يعزز من مخاطر السيول ويجعل الحي كله تحت الخطر بمجرد هطول الامطار. مطالب موقوفة أما سيف الجعيد فيرى أن أكبر مشكلات الحي تكمن في موقعه، حيث يقول: الحي قديم للغاية وغالبية المنازل التي تتوزع في جنباته من الطراز الشعبي، وتم بناؤها بطريقة بدائية، وهذا ما يعزز الاشكاليات التي يعيشها الاهالي حاليا، حيث يصعب إيجاد طرقات فسيحة في ظل هذه العشوائية، كما يصعب إيجاد شبكة تصريف مياه أو تمديد شبكة لتوصيل المياه المحلاة للحي. وأضاف: في كل مرة نقوم فيها برفع مطالبنا للأمانة يتم رفضها بشكل قاطع بسبب مقولة “ان هذا الحي ضمن الأحياء العشوائية التي تحتاج إلى معالجة قبل تنفيذ الخدمات بها”، وطالب الجعيد بضرورة الاسراع في عملية المعالجة المنتظرة لينعم السكان بالخدمات اسوة بأحياء قريبة منهم. تراكم النفايات ويحدثنا منصور الجعيد عن مستوى النظافة في الحي قائلا: للاسف الحي يعاني من مشكلات عديدة على مستوى النظافة؛ فغالبية طرقاته تعج بالمخلفات التي اصبحت منظرا مألوفا لدى الاهالي وغريبا لدى الزوار، وفي بعض الاحيان تبقى النفايات لعدة ايام دون أن نرى سيارات النظافة، وهذا خلل كبير يترتب عليه انتشار الاوبئة والامراض في الحي. ونحن نطالب الامانة بالاهتمام بالحي وإزالة المخلفات بشكل مستمر. مشكلة السيارات التالفة وفي ذات الإطار يشير مستور الذويبي إلى مشكلة السيارات التالفة المنتشرة في جنبات الحي دون معرفة أصحابها، مطالبا الجهات المختصة بإنهاء هذه المعضلة التي أصبحت مقصدا لبعض الشبان الذين يستغلونها في الاختباء من الدوريات الأمنية، وكذلك التجمع في أوقات متأخرة من الليل، وما يترتب على ذلك من إزعاج للأهالي، مستشهدا بوقوع العديد من الجرائم، وخاصة الأخلاقية منها وهذا ما يقلقنا بشكل مستمر. سطو وسرقات ويشاركة الرأي محمد الروقي بقوله: يشهد الحي تجمعات شبابية في أوقات متأخرة من الليل بشكل مستمر، مما يقض مضاجع الاهالي ويزيد مخاوفهم من تعرضهم للسرقات وغيرها، ولا شك أن عشوائية الحي وضيق شوارعه وتحول بعضها إلى ما يشبه الازقة ساعد بعض الشبان في التجول والتجمع ليلا، ويضاف إلى ذلك ضعف انتشار الدوريات الأمنية مقارنة بظروف الحي وما يعانيه من مشكلات عديدة، ووقوع العديد من جرائم السطو والنهب التي باتت تقلق الاهالي، ودائما ما يكون خلف هذه الجرائم جناة مجهولون او مراهقون ساعدتهم ظروف الحي في سلوك هذا الطريق غير المستقيم، والذي يأمل الأهالي في أن يصبح من الماضي متى ما تبدل حال الحي وتم تخليصه من جميع المعوقات يعاني منها. الأمانة ومبررات الأولوية ويستغرب غازي الروقي تجاهل أمانة الطائف لمطالبهم بتوفير الخدمات الضرورية أسوة بالأحياء الأخرى قائلا: منذ سنوات ونحن نطالب الأمانة بإيجاد أعمدة إنارة لطرقات الحي الداخلية ولكن لا مجيب، وقد تقدم الأهالي في أكثر من مرة بطلب إنارة الحي ونشر أعمدة الإنارة به، ولكن الأمانة تتعلل بالوقت وبالأولوية لأحياء أخرى، ومنذ سنوات ونحن ننتظر ولكن لم يشفع لنا هذا الانتظار في إنارة الحي، ولا شك أن عدم وجود إنارة يساهم في انتشار السرقة، وخاصة سرقة السيارات في أوقات متأخرة من الليل. المهمة الصعبة وينتقل صالح سعيد إلى صورة أخرى من صور معاناة سكان حي المعترض المتعددة والمتنوعة، مؤكدا أن معاناة الأهالي اليومية مع إيصال المياه عن طريق الوايتات ذات طابع مختلف، كون الحصول على الوايت بات مهمة صعبة، وتتفاقم حين يتطلب الامر دخول الوايتات الى داخل الحي بشوارعه التي لا تتسع للسيارات الصغيرة فكيف بسيارت ذات حمولة ثقيلة. وقال: إن الأهالي يأملون في سرعة معالجة عشوائية الحي خلال وقت قريب، متمنيا ان يساهم ذلك في إحداث نقلة نوعية لاهالي الحي سواء على صعيد الخدمات التي سينعمون بها في حالة إقرارها او على صعيد إزالة المعوقات والاشكاليات كافة التي ظلت تؤرقهم طيلة العقود الماضية. نداء لأعضاء المجلس البلدي واتفق خالد منصور وسعيد الغامدي على ضرورة تفاعل المجلس البلدي مع مطالب الاهالي والتي هي حق من حقوقهم، وناشدوا الاعضاء الذين اكتسبوا العضوية عن طريق الانتخاب كممثلين لأهل الحي أن ينحازوا لمن انتخبوهم ومنحوهم ثقتهم، وذلك بمتابعة مطالبهم لدى الامانة والعمل على توفير الحد الأدنى منها. إنشاء حديقة عامة وأخيرا يشير ثواب السبيعي إلى أن الحي يفتقد ايضا لوجود حديقة عامة تلبي رغبة السكان وتمكن الاطفال من اللعب فيها، متمنيا ان تنظر الأمانة في تحقيق ذلك المطلب، حتى لو اضطر الامر لتعاون الاهالي في توفير الأرض في موقع مناسب لانشائها بحيث تكفيهم عناء الذهاب لحدائق أخرى في احياء مجاورة.