في أمسية مكللة بالورد الطائفي الذي نثر في قاعة المحاضرات بأدبي الطائف اثار الشاعر عبد المحسن بن حليت في الأمسية الشعرية التي نظمت بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف مساء أول من أمس الأربعاء الموافق 12/6/1436ه اعجاب الحضور من المثقفين والمثقفات الذين امتلأت بهم القاعة بعد غيابه عن النادي لأكثر من 20عاماً في آخر أمسية شارك فيها بالنادي حيث خصص أمسيته للشعر الغزلي والعاطفي بعيدا عن قصائده المثيرة للجدل وبعيدا عن الشعر السياسي كما قال في بداية امسيته وكان نائب رئيس النادي الأستاذ قليل الثبيتي بدأ الأمسية بتقديم ضيوفها الشاعر عبد المحسن بن حليت ومدير الأمسية الشاعر والإعلامي مفرح الشقيقي بكلمة بلاغية اشتملت على استحضار نماذج من نصوصهما الشعرية ، وكان مدير الأمسية الشاعر مفرح الشقيقي قد أضفى على الأمسية جوا ابداعيا من خلال مقدمته التي بدأها بأربعة أبيات من نص للشاعر عبد المحسن بن حليت عن المدينةالمنورة وهي : أنا المدينةُ من في الكونِ يجهلُني ...........ومن تُراهُ درى عنّي وما شُغلا ؟! تتلمذ المجدُ طفلاً عند مدرستي ..........حتى تخرّجَ منها عالماً رجُلا تنافسوا في غرامي أرسلوا كُتباً ........وأنفقوا عندها الرُّكبانَ والرُّسُلا أنا المنوّرةُ الفيحاء ذا نسبي .......,إذا البدورُ رأتني أطرقَتْ خجلا وقال الشقيقي عن الشاعر بن حليت في تقديمه ( هو تجربة شعرية عريقة وتجربة إنسانية عميقة وحضور أدبي يليق بمقاييس الزمن والفن ، أن نقول عنه مخضرما ينتمي لصوته المبلل بالحب ولحرفه الدافئ بالشعر ولقلبه الذي كلما يمم قبلةً أبصر محرابا وقمرا وقصيدة . هو هنا الليلة ليكرس اليقين أن عصفور الشعر لا يكف عن التغريد وإن جافاه الصباح قليلا ، وأن من حق أرواحنا أن تعيش تجربة وطنية شعرية عربية لا تقل جمالا ودهشة وعظمة عن مثيلاتها الآتية من الزمن ذاته . عبد المحسن بن حليت شاعر الحجاز كما أسماه محبوه ، الرجل الذي يكبر في حضرته التاريخ والشاعر الذي كلما تمرد فانوس القصيدة سقاه من زيت روحه ومنحه بقاءً أبدياً .. والإنسان الذي مهما تعاقبت العقود يابى أن ينفك من بياض طفولته وعشقه ...)) ثم بدأ بن حليت أمسيتة بنص فياجرا ومنه: ايها الازرق العجيب تلفَّت فالفتوحات لم تعد مستحيلة الف شكر,, ها نحن صرنا فحولا ولنا وحدنا تكون الفحولة فمتى يبعث الزمان الينا بعقار يُحيي لدينا الرجولة
ثم نص الموت عشقا ومنه : يا صوتَ قلبي..يا أرقَّ قصيدةٍ كلُ اللغاتِ أمامها تتضاءلُ لا تحفلي بكلامهم فكلامُهم جملُُ مُحنَّطةُُ ونحنُ بلابلُ عشنا ملوكاً في الغرامِ ولمْ نَزَلْ وهمُ الذينَ تبخروا وتآكلوا فلسوفَ يُولدُ كلُ يومٍ عاشقُُ ولسوفَ يهلكُ كلُ يومٍ عاذلُ إن قاتلَ الشيطانُ خلفَ صُفوفهم فسينصرُ العُشاقَّ ربُُ عادلُ ثم توالت القصائد بعد ذلك ، .. و في رده على تعليقات الحضور أقر الشاعر عبد المحسن الحليت بعدم وجود ملهمة في قصائده الغزلية وأن الشعر الغزلي لا يحتاج بالضرورة لملهمة وأن أجمل القصائد الغزلية التي كتبها كانت بدون ملهمة ومثل على ذلك بشعر أبو الطيب المتنبي في مدحه لكافور الإخشيدي وقال إن أجمل قصائد المتنبي لم تحتج لملهم ، وعن تأثره أدبيا بفترة دراسته في الولاياتالمتحدةالأمريكية قال أنا أؤمن بالتواصل مع الأدب العالمي وبجميع اللغات وأتمنى لو أنني أجيد اللغة الصينية لأطلع على الشعر الصيني و أتذوقه رغم إيماني بأن البلاغة والفصاحة خلقت لجنس واحد وهم العرب ، وعبر عن عدم اقتناعه بقصيدة النثر لأنه يرى أن الإيقاع ركيزة أساسية في القصيدة رغم وجود شاعرية كبيرة في بعض النصوص النثرية قد ترقى على بعض القصائد الموزونة على بحور الخليل ولكنه قال انني بدون ايقاع لا استطيع أن أسمي النص شعرا . وفي نهاية الأمسية شكر رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ عطا الله بن مسفر الجعيد الشاعر بن حليت ومدير الأمسية الشاعر والإعلامي مفرح الشقيقي على تشريفهما بالحضور للنادي الأدبي بالطائف وقدم لهما دروع تذكارية بهذه المناسبة .