في كل رحلة حج قصة تحمل دلالات ومعان ومشاعر لأناس تركوا وراءهم ما جبل عليه الإنسان من حب للدنيا وزينتها ثم تركوا أوطانهم وأزواجهم وأطفالهم وأموالهم في رحلة اليقين وأداء الفريضة. شاهيناز حاجة في السبعين من عمرها روت ل«عكاظ» تفاصيل قدومها إلى البلد الحرام، فتقول: «زوجي من الطبقة الوسطى، تعاهدنا في أول يوم لزواجنا أن ندخر ما تيسر لأداء فريضة الحج وزيارة مسجد رسول الله، لم نأخذ شيئا مما استودعناه وفضلنا كل شيء على أنفسنا مهما كانت الحاجة». تضيف الحاجة شاهيناز: «ذات يوم مرض أحد أبنائي ولم يكن معنا مال يكفي لعلاجه فاقترضت وزوجي مبلغا من أقاربنا ولم نأخذ شيئا من الوديعة التي بقيت في الحفظ والصون لأكثر من ثلاثين عاما»، وتضيف: «فوجئنا أن المبلغ الذي جمعناه لا يكفي لإكمال رحلة الحج الأمر الذي دفعنا لبيع الأرض التي كنا نملكها وكان بإمكاني وزوجي أن ننتظر عامين أو ثلاثة حتى نتمكن من جمع ما تبقى لنا من المال دون بيع الأرض ولكن لم يبق لنا من العمر مثل ما مضى». وتضيف الحاجة شاهيناز: «أنا سعيدة بوجودي في مكة وسعدت أكثر بالتكريم من مطوفات مكتب 94 التابع لمؤسسة حجاج جنوب آسيا، وجدنا فيهن نعم الأخوات في الاستقبال والحفاوة والتعامل الطيب، لن أنسى ذلك مدى العمر».