باعتا قلادة جدتهما واستغنتا عن مزرعتهما وودعتا أهالي القرية من أجل رحلة الحج إنهما الحاجة (نيمي) باكستانية - شارف عمرها على المئة عام ، واختها (ايمي)التي تقترب منها في العمر رصدتهما عدسة (المدينة) وهما تتجولان بكرسي متحرك مزدوج، ويدفعهما الشاب محمد، من شباب القرية الذي تزوج من حفيدة (نيمي) الصغرى والتي تحتل المرتبة 27 في عدد الاحفاد، كانت الاختان تتحركان في ارض (عرفات) الطاهرة وعيونهما تذرفان الدموع وكأنهما غير مصدقتين مشهد ملايين الحجاج. اقتربنا منهما.. فقالت (نيمي) انها لا تعرف كم عمرها الان بلغتها (الاردو) بعد ان ترجم لنا الشاب (محمد) ما تقول .. واضافت انها باعت قلادة جدتها التي تعتبرها من اغلى ما تملك واستغنت عن مزرعتها لجمع اكبر قدر من المال لتتمكن من بلوغ رحلة الحج الى مكةالمكرمة ، واضافت انها تعاهدت مع زوجها المتوفى قبل ثلاثين عاما على ان تحج عنه ، ولم تتمالك دموعها وهي تفي بعهد الوفاء مع والد ابنائها ال 9. وقال (محمد) على لسانها انها لا تريد من الدنيا أي شىء سوى اللحاق بزوجها ودخول الجنة بعد ان زهدت في كل شيء سوى رضا الله عز وجل. وعن (ايمي) قال لنا.. انها لم تتزوج بعد وانها ترتبط بأختها الكبرى ارتباط السوار بالمعصم ولن يفرقهما الا امر الله بالموت فقط ، مشيرا الى انها فقدت نطقها بسبب حالتها النفسية . واضاف (محمد) ان الجدة (نيمي) كانت في شبابها أجمل نساء القرية ، وكان السكان هناك يتحاكون عن جمالها الذي افتتن به معظم شباب القرية وقت ذاك ، مضيفاً ان رحلة الحج لم تكن بالصورة التي كانوا يعتقدونها من حيث المشقة،