فقدت «ندى» جميع مدخراتها ولا تزال تدفع أقساط البنك الذي اقترضت منه 50 ألف ريال لتكمل زواجها الذي انتهى قبل أن يكمل عامه الأول، فهي واحدة من كثيرات تزوجن بأموالهن التي ادخرنها على مدى أعوام من رواتبهن حتى يؤثثن منازل الزوجية ويكملن جميع متطلباته. تقول «ندى» بلغت ال 30 وشعرت بأن قطار الزواج يمضي وأنا أتوقف في محطة العنوسة، ولذلك فإني كنت على استعداد لمشاركة من يتقدم لي في تأسيس حياتنا الزوجية، وحين تقدم لي زوجي«السابق» لم أتردد كثيرا خاصة أني كنت أشعر بأني أعمل في وظيفة ثابتة ولي منها راتب ممتاز، ولكني بحاجة إلى أسرة، ولذلك أنفقت أكثر من 100 ألف ريال في تأسيس منزلنا نصفها اقترضته من البنك، ولكن انهار ذلك البيت بعد شهور معدودة، حيث بدا لزوجي وكأنني لهثت وراءه أو أني ضعيفة ومكسورة، فتبدل حاله معي وأصبحنا نعيش في توتر دائم وصل إلى ضربي، إلى أن أصبحت حياتي معه جحيما فخسرته وقبله خسرت مدخراتي، بل أسدد للبنك قيمة القرض الذي أخذته منه. ومرت «لبنى. ك» بالتجربة ذاتها، فهي موظفة في إحدى الشركات الكبيرة وتزوجت من زميلها في العمل، وأسهمت بمبلغ 70 ألف ريال في تأسيس منزلهما، ولكن كل شي تبخر سريعا «علي قرض ب 30 ألف ريال اقترضتها من أجل إكمال نواقص المنزل، ولم يدفع زوجي ريالا واحدا وترك كل شيء علي، فأنا أفوقه في السلم الوظيفي وراتبي أعلى منه، وفكرت أني بذلك أساعده، ولكني اكتشفت أنه طمع في الزواج بي ليس لأجلي وإنما لأصرف أنا راتبي على المنزل ويحتفظ هو براتبه، والأسوأ أني اكتشفت أنه بخيل على غير ما ظهر لي قبل الارتباط به، ولذلك وقعت في فخ الزواج به لخوفي من العنوسة، فأنا تجاوزت العمر الذي يمكن أن يطرق فيه عريس بابي، ولكن يبدو أني لو بقيت على حالي لكان أهون من هذا الزواج الذي فشل فشلا ذريعا وندمت عليه لأني دفعت فيه كل شيء ولم أحصل على شيء». 150 ألفا خسرتها «سميرة» في تجهيز عش الزوجية الذي حلمت به، فهي اشترت أرقى الأثاث وأفضل الأجهزة الكهربائية، وشطبت المنزل بصورة أكثر من رائعة كلفتها كثيرا، وكسابقتيها لم يبادر الزوج المنتظر بالمشاركة والمساهمة في شيء، وإنما كان يرافقها لإبداء الرأي والثناء على ذوقها ورقيها في الاختيار. تقول «سميرة» إنها فكرت في أنه سلبي ولكنها طردت الفكرة من رأسها وهي تحلم بحياتها المقبلة والسعادة التي ستعيشها، ولكن قبل أن تدخل منزلها الجميل رأت أن تختبره بشراء أي شيء يمكن أن يكون زهيدا، ولكنه فاجأها بأن هذا الشيء ليس ضروريا وبدأ يتهرب منها، فبدأت حينها في إعادة النظر في زواجها منه، واستدركت وضعها قبل أن تواصل نزيف الخسائر التي أوقفتها في مبلغ 150 ألفا قبل أن تتورط في أكثر منه، وقالت إنها تنصح الفتيات العاملات خصوصا بعدم التورط في زيجات فاشلة قبل أن تبدأ لأن الرجل الذي يعجز عن الإنفاق على بيته غير جدير بالزواج، مشيرة إلى أن كثيرا من الفتيات يتعرضن للمواقف ذاتها ويحصدن الندم في النهاية .