بدأت وزارة التربية والتعليم استقبال دراسات مشروع نقل المعلمات الذي عكفت لجان متخصصة في إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات على دراسته ميدانيا. وحددت هذه الدراسات الأدوار المنوطة بنحو 7 وزارات وجهات أمنية وإسعافية معنية بتنفيذ المشروع. وميدانيا، تتابع "التربية" حركة سير مركبات المعلمات عبر غرفة عمليات. وأكدت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن تشخيص واقع الميدان التربوي كشف عن الحاجة الملحة لنقل المعلمات، بشرط أن يقدم هذا المشروع خدمات نقل مدرسي آمن، وبرسوم معقولة، وتشرف على تنفيذه ومتابعته جهات مختصة، خاصة بعد تزايد أعداد حوادث سيارات نقل المعلمات، وبداية ظهور بعض القضايا غير الأخلاقية نتيجة عشوائية اختيار السائقين ووسائل النقل، لمسافات تزيد على 400 كيلو متر، تقضي خلالها المعلمات نحو 5 ساعات برفقة هؤلاء السائقين في طرق وعرة ومركبات متهالكة. إلى ذلك، حصلت "الوطن" على نسخة من الدراسة الميدانية التي أجرتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف، حول مشروع النقل المدرسي للمعلمات، والتي تضمنت تشخيصا للواقع وتوصيات لمدير عام التربية والتعليم بالطائف محمد سعيد أبو رأس، الذي أكد أن هذه الدراسة جاءت ضمن مشروع الوزارة لدراسة النقل المدرسي للمعلمات، وشملت عينة معلمات بلغ عددهن نحو 2480 معلمة، في نحو 180 مدرسة من مدارس المحافظة الداخلية والخارجية. وبين أن الدراسة أجراها فريق متخصص، ضم مشرفات من إدارة خدمات الطلاب، بإشراف مدير الإدارة هلال الثقفي. وحددت الدراسة أدوار الجهات المشاركة في المشروع، حيث تضمن دور وزارة التربية، تهيئة الميدان للمشروع، وإعداد الأدلة الإجرائية والتثقيف، وتوقيع عقود متعهدي النقل، وحصر المعلمات الراغبات في الاستفادة من الخدمة، ومتابعة سير المركبات عن طريق غرفة عمليات، فيما حدد دور وزارة النقل بمعالجة أوضاع الطرق، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من حوادث الاصطدام بالحيوانات. ويركز دور وزارة الصحة على تهيئة أقسام الإسعاف بالمستشفيات والمراكز الطبية للتعامل مع حوادث المعلمات لا قدر الله، فيما يتناول دور وزارة الإعلام تكثيف الحملات التوعوية، ونشر ثقافة خدمة النقل المدرسي. وأوضح أبوراس أن أدوار إدارتي المرور وأمن الطرق، شملت التأكد من سلامة المركبات وفحصها، وتكثيف الدوريات خلال فترة نقل المعلمات، مشيرا إلى أن إدارة الدفاع المدني تتولى التواصل مع الإدارات التعليمية والمعلمات المستخدمات للخدمة، لمعالجة الأمور الطارئة والتقلبات الجوية، ومساندة المراكز الإسعافية في تقديم الخدمات والمساعدات الفورية حال وقوع الحوادث. وفي السياق نفسه، كشفت دراسة مشروع النقل المدرسي للمعلمات بالطائف، عن أن 75% من المعلمات عينة الدراسة ينقلن إلى مدارسهن عن طريق سائقين، منهن 77% ينقلن مع معلمات أخريات في مركبة مشتركة، فيما بلغ أكبر عدد للمعلمات في المركبة الواحدة 12 معلمة، يسلكن طرقا يومية لمسافات تتراوح بين 25 و400 كيلو متر، يقضين خلالها ما بين 15 دقيقة و5 ساعات يوميا، وأن 70% من المعلمات يسلكن طرقا مسفلتة، و20% منهن يسلكن طرقا غير مسفلتة، فيما يسلك 10% منهن طرقا وعرة، وأن 78% من المعلمات يتعاقدن مباشرة مع السائقين دون وجود أية ضوابط أو اشتراطات قانوينة وأمنية.