أنقذت العناية الإلهية حياة مريض في العقد الخامس من عمره بعد تعرضه لنزيف هضمي علوي وسفلي حاد (في الفم والشرج) غير معروف السبب، وذلك بعد أن استعان الفريق الطبي بمستشفى د.سليمان الحبيب التخصصي بالتصوير النووي لتحديد مكان النزف بدقة ومن ثم علاجه بالأشعة التداخلية بعد إجراء عديد من عمليات المناظير الهضمية والجراحات التي لم تنجح في الوصول إلى مصدر هذا النزيف في أحد المراكز الطبية. وبدأت معاناة هذا المريض بعد استقباله من مستشفى د.سليمان الحبيب التخصصي، وهو في حالة صحية سيئة للغاية، بدا فيها وكأنه غارق في دمائه من كثرة النزيف الذي تعرض له، حتى أنه احتاج لأكثر من 48 وحدة دم نقلت إليه أثناء وجوده بالمستشفى، بالإضافة إلى أنه مصاب بحمى البحر الأبيض المتوسط منذ صغره، وخضع لأكثر من خمس عمليات جراحية كان من بينها تحويل مسار المعدة والأمعاء واستئصال ورم حميد وكيس من البنكرياس بالإضافة إلى إزالة المرارة والزائدة الدودية، حيث أكد الفريق الطبي بمستشفى د.سليمان الحبيب التخصصي أن كثرة العمليات الجراحية التي خضع لها المريض تسببت له في حدوث التصاقات شديدة في البطن وهو ما جعل اكتشاف سبب النزيف أكثر صعوبة. وعلى الفور، تم تشكيل فريق طبي متكامل وأخضع المريض لعمليات تنظير للجهاز الهضمي، إلا أنها لم تنجح في تحديد مكان النزيف أو سببه، ومن ثم قرر الأطباء إخضاع المريض للتصوير النووي على كامل الجسم بمركز الطب النووي في المستشفى، الذي أظهر أن هناك تمزقا لأحد الشرايين في الوصلة المَعِدية التي تم عملها أثناء جراحة تحويل مسار المعدة والأمعاء التي خضع لها المريض قديماً، وقد حاول الأطباء السيطرة على هذا النزف بالطرق الجراحية إلا أنها لم تنجح أيضاً في وقف النزيف وذلك نتيجة غزارة الدم وكثرة الالتصاقات في منطقة البطن. على إثر ذلك استدعى المستشفى استشاري الأشعة التداخلية وتم إدخال المريض لمختبر القسطرة، وقد تمكن الفريق الطبي من الوصول إلى الشريان المسبب للنزف وإغلاقه بشكل دقيق جداً عبر الأشعة التداخلية والتصوير الرقمي المبتكر في مختبر القسطرة، وقد استغرقت تلك العملية ساعة واحدة وتكللت بفضل الله بنجاح كبير، وتم نقل المريض لتلقي الرعاية اللازمة حتى تحسنت حالته تماماً ومن ثم غادر المريض المستشفى، وقد زالت عنه كافة الأعراض التي كان يشكو منها وبدأ في ممارسة حياته ونشاطه الطبيعي بشكل متميز جداً.