بداية أعتذر إلى القراء لبعض العبارات التي سأستخدمها في مقالي لكن مع الأسف الواقع أكثر بشاعة. فأنت حينما تزور مطعماً وتهم لتناول وجبتك فتجد بها صرصاراً صغيراً أو ذبابة أو شعرة فأنت تتوقع أن من يقص عليك حكايته يتحدث عن مطعم شعبي، حيث تكون مستويات العناية بما يقدم من أطعمة متدنية في النظافة والإعداد. لكن الحقيقة أن هذا ما حدث مع أحدهم وهو يهم بتناول عشائه في أحد المطاعم الفاخرة التي يرتادها كثير من الناس وتتكرر مع أكثر من شخص. وإن كانت الرقابة الغذائية يتم تركيزها على المطاعم الصغيرة والمقاهي الشعبية فمن يحمينا من إهمال العمالة في الفنادق أو المطاعم الخمس نجوم التي تكلفك فاتورة دسمة ظاناً بأن ما يتم تهيئته لإمتاع معدتك معافى من أي قاذورات؟ ناهيك عن أن حقك في التظلم ومتابعة شكواك يحتاج لدينا إلى وقت وجهد كبيرين. وإن كنا لا نشك بأن هناك قوانين تحاسب هؤلاء لكن أين جديتها واستمراريتها من التنفيذ؟ ولعل الاستعانة بنا كمستهلكين حال وجود موقع إلكتروني تخاطب فيه جهة رسمية وتتجاوب سريعاً أو رقم رسالة نصية لجوال موحد يتم فيه اتخاذ تصرف سريع للإبلاغ عن تلك المخالفات حاجة ضرورية. كما أن المستهلك «وهو الزبون الزائر» لابد أن يدرك أن الإبلاغ في هذه الحالة لا يعني «قطع أرزاق أحد» بقدر ما هو مشاركة في الإشارة لمواضع الخلل لمعالجتها.