لم تعد خافية على العاقل الحصيف المؤامرات التي تُحاك للعالم الإسلامي بين القوى العظمى والقوى التي تطمح أن تكون عظمى، والقصد هو تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة هشة ضعيفة وآيلة للسقوط إن لم تكن مهيأة تماماً له، بل وصلت المؤامرات إلى داخل المجتمع الواحد من خلال إيقاظ الطائفية، وكأني بالمتآمر اللعين وهو يبتسم بعد أن ظهرت على محياه ابتسامة مكر مؤداها (تم حقن الطائفية بنجاح)، ولم يكتفِ المتآمر بهذا، بل عمد إلى ما هو أبعد، فبعد أن تيقن أن الطائفية غير مؤثرة في بعض المناطق عمد إلى إشعال القبلية والمناطقية بين البسطاء ليشتتهم عما يُحاك ضد الأمة، ولم يكتفِ العدو الذي يتربص بنا بهذا، بل عمد إلى نسائنا الطاهرات العفيفات ليزيّن لهن التبرج ويظهرهن من بيوتهن تحت دعوى حقوق المرأة، وهم يعلمون أن حقوق المرأة كفلها الإسلام العظيم قبل ظهورهم بقرون، وما زال المتآمرون بكل قُبح وخسّة وفجاجة يواصلون إكمال مخططاتهم، وقد زرعوا أذنابهم من الليبراليين والعلمانيين و(الشيوعيين!) في كل الفيافي والقفار على امتداد الوطن الإسلامي الكبير، فيجب علينا أن نتنبه لهذه الهجمة المسعورة على كل ما هو إسلامي، فهدف المتآمرين ليس سياسياً ولا اقتصادياً، بل لتقويض ثوابتنا الإسلامية، وهدم حضارتنا المجيدة، هدفهم الحقيقي إخراجنا من عبادة رب العباد فإن نزعوا مننا عقيدتنا سهل عليهم أن نتحول لمجرد تابعين لهم، فلتعلم حفظك الله ورعاك أن كثيراً من الدول الفقيرة الكافرة تخلّت عن مشاريعها التنموية وجعلت شعوبها يئنون من الفقر والتخلّف، كل ذلك لأنهم متفرغون لمشروعهم الذي يستهدف عقول شباب الأمة، ومع الأسف أنهم وجدوا من بين ظهرانينا مَنْ يُعجب بمكرهم بسذاجة، وأعتقد أن دعوتهم لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات (الماسونية) هي من قبيل الاهتمام بالإنسان، وهناك مجموعة درست في الغرب وتشرّبت فكرهم المُنحرف، ثم عادت لتنفث سمّها الدنيء في جسد المجتمع المحافظ، ومازالوا يحاولون أن يخدموا مؤامرات العدو الذي يتربص بنا، ولم ولن يكلّوا من محاولاتهم المكشوفة لتغريبنا، ولن ييأسوا رغم أنهم يعلمون أن ذلك ن دونه خرط القتاد، فالحذار الحذار من التقاعس ضد الدفاع عن الأمة، ولنلقن العالم الذي ترك كل مشكلاته ومشاغله وتفرغ لتغريب خصوصيتنا درساً بأنه لن يستطيع أن يزيحنا عن مبادئنا قيد أنملة، ولنحذر كل الحذر من أُناس بين ظهرانينا يأتون بلبوس المخلّص وهم كل همّهم أن نكون مثل الغرب المُتقدم من وجهة نظرهم، وهم يعلمون يقيناً أن الغرب الكافر يركس في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، ولن تنفعهم تقنياتهم وتقدمهم المادي يوم لا ينفع مال ولا بنون.