روى مواطن هارب للتو من دولة جنوب السودان معاناة المواطنين في الدولة الوليدة ، وأرجع الارتفاع الجنوني للسلع والخدمات في الجنوب بسبب قرار وقف ضخ النفط عبر أنابيب البترول في الشمال ، بالإضافة إلى قرار السودان بإغلاق الحدود مع دولة جنوب السودان. وقال المواطن العائد الذي فضل عدم ذكر اسمه ل «الشرق» إن قرار حكومة الجنوب وقف ضخ النفط عبر أنبوب الشمال في السودان ، ضاعف من معاناة المواطنين السودانيين في دولة الجنوب، وأدى الى ارتفاع جنوني في أسعار السلع المنتجة، من ناحية أخرى ضاعف قرار الحكومة السودانية إغلاق الحدود مع دولة الجنوب ، ومنع تصدير البضائع عبر المنافذ الحدودية للولايات الجنوبية المتاخمة لحدود الشمال، والتي يتم تهريبها إلى الجنوب. وتعتمد دولة جنوب السودان في اقتصادها بنسبة 98% على إيرادات النفط، حيث تراجعت عن القرارالخاص بوقف ضخ النفط عبرالأراضي الشمالية ، بعد يوم واحد من إعلان جوبا وقف ضخ وتصدير النفط ، بعد تعثرالمفاوضات الخاصة بتسوية الخلافات النفطية العالقة بين البلدين. وضبطت دائرة الجمارك السودانية فرع مدينة كوستي وسط السودان والقريبة من ولاية أعالي النيل الجنوبية 22 شاحنة محملة بمحروقات ، ومواد تموينية متنوعة. وقال الأمين العام للغرف التجارية الدكتور ياسين حميدة ل» الشرق» إن السودان يفقد خمسين مليون دولار شهريا بسب إغلاق الحدود مع دولة الجنوب، وأضاف إن حجم التجارة مع الجنوب يصل الى 600 مليون دولار سنويا، وكان من الممكن ان تنشط عدد من قطاعات الاقتصاد السوداني الإنتاجية. كما كشف المواطن الجنوبي ل «الشرق» عن معاناة الرئيس الجنوبي سلفاكير ميار ديت، من حركات تمرد داخلية ، خاصة بعد استدعائه لوالي ولاية جنوبية الحضور إلى جوبا، إلا أن الوالي رفض أوامر الرئيس مهددا باستخدام جيشه الخاص في الولاية لمحاربة الرئيس سلفاكير، وأرجع المصدر رفض الوالي الاستجابة لطلب سلفاكير الحضور الى جوبا خوفاً على مصيره من الاعتقال أو التصفية، حسب التجارب السابقة.وكانت القيادة السياسية في جوبا صفت قائد الثوار ، والقيادي السابق في جيش الجنوب الفريق «جورج اطور» بعد وساطة أوغندية للوصول الى اتفاق سلام مع جوبا ينهي تمرده وانخراطه ضمن منظومة العملية السياسية في الجنوب. إلا أن جوبا غدرت به بالتعاون مع المخابرات الأوغندية. وسبق أن استدعت القيادة في جوبا القائد المنشق «قبريال تانج» بعد إعطائه حزمة ضمانات لإجراء محادثات في جوبا إلا أنه تم القبض عليه وإيداعه بالسجن ، وكذلك القيادي من أبناء النوبة «تلفون كوكو» بعد استدعاء القيادة له في جوبا لعقد اجتماع طارئ باعتباره من كبار قيادة الجيش الشعبي الجنوبي ، إلا أنه أودع السجن أيضا. كما اغتالت جوبا القائد المنشق الذي ينتمي إلى قبيلة النوير «بتير قديت» بعد استدارجه إلى محادثات بواسطة قبلية إلا أنه تم اغتياله وتصفيته. واستوعب الوالي الدرس ورفض استدعاء رئيسه مهددا بمحاربة من يرسله الرئيس سلفاكير. من جهة أخرى، شهدت جنوب السودان صراعا قبليا داميا بين مجموعة من القبائل المتناحرة ، وانتقل الصراع القبلي إلى العاصمة السودانية الخرطوم ، والتي شملت أعمال اختطاف واشتباكات بين مواطني الجنوب، فيما شهدت منطقة الفردوس اشتباكات بين قبيلتي المورلي واللانوير. وفضت الشرطة السودانية أمس اشتباكا بين القبيلتين الذي أسفرعن إصابة شخص واحد.