أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أنه سيتعاون مع جنوب السودان من أجل تسوية مسألة «أبيي» أثناء خطابه في الجلسة الافتتاحية للهيئة التشريعية القومية في دورتها الثامنة. وكشف الرئيس السوداني، عن أن التحريات الجنائية أسفرت عن بينات ضد 58 من المتهمين في الأحداث التي صاحبت تظاهرات الشهر الماضي، وأنه سيجري تقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون، معلناً في الوقت نفسه عن إعادة النظر في الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها السلطات ضد بعض الأشخاص والمؤسسات الصحافية والإعلامية بشأن أحداث الشهر الماضي، فيما اتهم البشير، البعض بالتربص بالسودان وسعيهم لتفكيكه وسلب قدراته وإرادته. ودعا البشير في خطابه إلى مراجعة شاملة للمؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية العامة والخاصة للنظر فيما تحتاج إليه من تطور يجعلها قادرة على تنظيم طاقات المجتمع وتوسيع المشاركة الجماعية. وأعلن الرئيس البشير عن قيام الانتخابات العامة في مطلع العام 2015، وقال إنها ستجرى بكل شفافية ونزاهة ودعا الأحزاب والقوى السياسية للاستعداد لها. إلى ذلك قدم رئيس لجنة إشراف «أبيي» من الجانب السوداني الخير الفهيم المكي مذكرة احتجاج لممثل الأممالمتحدة في «أبيي» دعت لإيقاف إجراء استفتاء من طرف واحد، وجاء ذلك خلال لقائه برئيس مكتب يونسفا في الخرطوم، وناقش الجانبان عدداً من القضايا المتعلقة بالأوضاع في المنطقة. وفي تصريح صحفي قال الفهيم: إن اللقاء تناول ضرورة الإسراع في تكوين المؤسسات المدنية في المنطقة حسب الاتفاقات المبرمة بين السودان وجنوب السودان وضرورة تأمين موسم الرعي جنوباً لرعاة المسيرية إضافة للالتزام بضبط النفس والتعامل بصورة حضارية مع قوات اليونسفا. مبيناً أن رئيس مكتب «يونسفا» عبر عن قلقه من الخطوة لأنه يهدف لإشاعة الفوضى في منطقة «أبيي». وكشف الفهيم عن تلقيه خطاباً من مجلس السلم والأمن الإفريقي يفيد بتأجيل زيارة وفد المجلس لمنطقة «أبيي» على أن يحدد موعد الزيارة لاحقاً. في سياق متصل اطلع وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الرئيس عمر البشير، بمبررات طلب الخرطوم لمجلس السلم والأمن الإفريقي تأجيل زيارته ل»أبيي»، موضحاً أن التأجيل جاء لإبعاد إجراءات الاستفتاء الأحادي «من هذا الوجود الإفريقي رفيع المستوى». وكان من المقرر أن يزور مجلس السلم والأمن الإفريقي «أبيي» السبت الماضي لتفقد الأوضاع في المنطقة ميدانياً، لكن الحكومة طلبت تأجيل الزيارة لضمان سلامتهم بسبب إجراءات استفتاء آحادي بدأته قبائل دينكا نقوك التسع. وأضاف كرتي لدى لقائه البشير الأحد، أنه تم إعلام الرئيس بنتائج هذا الطلب الخاص بتأجيل زيارة المجلس للسودان وتجديد رغبته لزيارة المنطقة خلال الفترة المقبلة، مبيناً أنه سيتم إجراء مشاورات لتحديد الوقت المناسب لتلك الزيارة. وقال وزير الخارجية إن التأجيل جاء لإبعاد الإجراءات المحلية التي تقوم بها بعض الأطراف في منطقة «أبيي» من هذا الوجود الإفريقي رفيع المستوى، مبيناً أن المجلس كان قد رفض هذا التحرك الأحادي من قبل هذه المجموعة، وأضاف «نحن أردنا أن تتم الزيارة بعيداً عن التشويه في أبيي». يذكر أن وزارة الخارجية السودانية ومجلس السلم والأمن الإفريقي اتفقا على أن يكون الشهر المقبل موعداً جديداً لزيارة وفد المجلس «أبيي»، في وقت أعلن فيه وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، عن زيارة له غداً الأربعاء لجوبا، لمتابعة تنفيذ اتفاقيات البلدين. وقال رحمة الله محمد عثمان، إن هناك عدداً كبيراً من الاتفاقيات رفعت الوساطة يدها عنها، باعتبار أن الاتفاقيات أصبحت بين طرفين ما عدا قضية أبيي والديون. وكشف رحمة الله عن شروط وضعها السودان لقضية الديون الخارجية. وقال إنها تتمثل في التزام المجتمع الدولي بمساعدة السودان ،مضيفاً إذا لم يلتزم المجتمع الدولي فسنتقاسم الديون مع الجنوب. وقال وكيل الخارجية إن هناك إشارات إيجابية من المجتمع الدولي تجاه ديون السودان الخارجية. مبيناً أن هذا الاتفاق ليس كسابقه من الاتفاقيات التي لم يوف من خلالها المجتمع الدولي بالتزاماته.