بدأت قبائل «دينكا نقوك» في إقليم أبيي جنوب السودان أمس، استفتاء على «تقرير المصير» تأمل بأن يؤدي إلى انضمامها إلى دولة جنوب السودان، فيما تجاهلت الخرطوم الاستفتاء واعتبرت أن يتناقض مع الترتيبات المشتركة مع جوبا في شأن الإقليم. وأفادت تقارير أجنبية بأن الاستفتاء في أبيي سيستمر إلى 29 من الشهر الجاري، ويتوقع أن يشارك فيه أكثر من 60 ألف ناخب في 29 مركزاً خصصت لهذا الغرض. وأفيد بأن نتائج الاستفتاء التي لن تعترف بها الخرطوم، ستعلن في 31 الشهر الجاري. واتهم الاتحاد الأفريقي الخرطوم بمنع أعضاء في مجلس السلم والأمن (التابع للاتحاد) من زيارة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وتتقاسمها قبائل الدينكا مع قبيلة المسيرية العربية. وأعرب مجلس السلم والأمن عن «بالغ الخيبة والأسف» لعدم تمكن أعضائه من القيام بزيارة لأبيي كانت مقررة السبت والأحد، «بسبب إصرار السودان على تأجيل الزيارة لدواعٍ أمنية ليست مستجدة». واطلع البشير خلال لقائه وزير خارجيته علي كرتي أمس، على ملابسات طلب السودان تأجيل زيارة مجلس السلم والأمن. وصرح كرتي، بأن «ما تقوم به بعض الجهات من تسجيل ناخبين لاستفتاء في أبيي، يأتي من طرف محلي لا علاقة له بحكومة الجنوب»، واعتبر ذلك «تجاوزاً للاتفاق بين البلدين عبر الاتحاد الأفريقي، وخروجاً على نتائج محادثات رئيسي البلدين» أخيراً. وأشار وزير الخارجية إلى أن تأجيل زيارة الوفد الأفريقي أبيي أتى «لعزل الإجراءات المحلية التي تقوم بها بعض الأطراف في منطقة أبيي عن هذا الوجود الأفريقي الرفيع المستوى، لافتاً إلى أن «مجلس السلم والأمن الأفريقي كان رفض هذا التحرك الأحادي من قبل هذه المجموعة». في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني أنه اشتبك مع مسلحين في ولاية شمال دارفور، وقتل خمسة منهم وجرح آخرين. وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد، أن مجموعة تتبع إلى «حركة تحرير السودان - فصيل عبدالواحد محمد نور»، استهدفت قوة من عشرة أفراد تتبع الجيش في نقطة تبعد كيلومترين خارج مدينة مليط في ولاية شمال دارفور المتاخمة للحدود الليبية. وأشار إلى أن المتمردين استولوا على سيارة، إلا أن القوات المسلحة السودانية طاردتهم واستردتها. وكانت «حركة عبدالواحد نور» أعلنت أنها استولت الجمعة على مدينة مليط قبل أن تخرج منها السبت، «حفاظاً على أرواح المدنيين». في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي الذي يتزعم «حزب الأمة» المعارض، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تنظيم مؤتمر جامع للقوى السياسية في الحكم والمعارضة والحركات المسلحة، من أجل إيجاد تسوية لأزمات البلاد. وقال المهدي في حفل نظمه حزبه لوداع مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى السودان وجنوب السودان ديم روزاليند مارسدين، إن المؤتمر سيكون «جهداً مخلصاً» لمساعدة السودانيين في معالجة قضاياهم، بمنأى عن محاولات التدخل في الشأن الوطني. وكان الصادق المهدي اعتبر أن إجراء استفتاء في منطقة أبيي «غير مناسب» في الوقت الحالي. في المقابل، حذرت المبعوثة الأوروبية من أن الأوضاع في السودان ستنحدر إلى الأسوأ، في حال لم تعالج قضايا السودان عبر حوار بين الفرقاء، وقالت إن البلاد يمكن أن تمضي في اتجاه مماثل لما يجري في الصومال إذا لم يتمكن السودانيون من معالجة مشكلاتهم بطريقة سلمية. إلى ذلك، حمل نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسفي بشدة على الدول الغربية والولايات المتحدة وتوعد المتمردين بهزيمة في عمليات الصيف المقبل. واتهم واشنطن ب «التآمر على الشعب السوداني وعقيدته».