خاض فريق ريال مدريد منذ أن تولى قيادة جهازه الفني الداهية مورينهو تسع مواجهات مع غريمه التقليدي برشلونة و باستثناء فوز واحد على كأس ملك إسبانيا خسر خمس لقاءات و تعادل في ثلاث و الغريب في الأمر أن المدرب الذي لم يتلقى طوال تسع سنوات هزيمة على ملعب الفريق الذي يدربه في الدوري أو الكأس تمكن برشلونة من الفوز عليه في ملعب البرنابيو ثلاث مرات في عام 2011 في مختلف المسابقات الإسبانية بالإضافة إلى أنه المدرب الذي لا يخسر من فريق مرتين في عام واحد. لقد تم التعاقد مع هذا المدرب ليس فقط من منطلق فكره التكتيكي بل هناك منطق آخر تم استخدامه وهو كراهيته المفرطة و خصومته لبرشلونة و التي لقب على إثرها بأنه «عقدة البارسا» بسبب تكرر إخراجه من دوري أبطال أوروبا من قبل الفرق التي يديرها و السؤال الذي يطرح هل انقلب السحر على الساحر ؟ . لقد استخدم المدرب مورينهو خلال مواجهات الفريقين جميع الخطط التكتيكية و أحياناً بعض الحيل الأخرى التي لم تجدي نفعاً مثل الضغط على الحكام من خلال اتهامهم بالتواطؤ مع برشلونة بالإضافة إلى طلبه بعدم جز عشب ملعب البرنابيو من أجل عرقلة تناقل الكرة بين اقدام لاعبي البارسا أما أكبر الحيل هي استخدام العنف و الذي أشار إليها صراحة أكثر شخص يتعامل به وهو المدافع بيبي و لكن جميع هذه الأطروحات و الأفكار لم تجدي نفعاً إلى درجة أن الحظ وبرشلونة أصبحا متلازمين في نظر مورينهو بعد الهزيمة القاسية في ذهاب الدوري هذا العام بنتيجة 3/1 . يجزم جميع المتتبعين لكرة القدم أن مورينهو جرب جميع الخطط الممكنة بل إن الدهاء و الخبث وروح المغامرة توقفت أمام قوة برشلونة إلى درجة تصريحه بأنه يستطيع كسب أي بطولة لا يوجد بها برشلونة بكل سهولة وخلال الفترة الماضية لعب بجميع الأشكال الدفاعية من خلال وضع محورين أو ثلاثة إلى درجة أن في بعض الأوقات يدافع الريال بجميع لاعبيه وتصبح خطته 5/4/1 ومع ذلك فشل في الفوز على برشلونة أو الاحتفاظ بنتيجة المباراة عند التقدم . أفضل مباراة قدمها ريال مدريد أمام برشلونة هي في إياب دوري الأبطال العام الماضي حيث تمكن من مجاراة أسلوبه مع أنه دخل بنفس خطته المعتادة مع وجود النجاعة الهجومية بتقدم مارسيلو إلى الأمام لتتحول الخطة في حالة الهجوم إلى 3/2/3/2 ومع ذلك مازال «المو « يخشى من البارسا، خاصة بعد تجرعه السم من خلال فتح ملعبه في أول كلاسيكو له في الدوري الإسباني بعد تسلمه زمام المدير الفني لفريق ريال مدريد و الذي انتهى 5/صفر كأثقل نتيجة في تاريخه التدريبي مما جعله يجزم بأن فتح الملعب أمام برشلونة الذي يضم وسطا وهجوما ناريا يعد انتحاراً بمعنى الكلمة. إن مورينهو في المباريات القادمة أمام خطتين يمكن من خلالها الفوز على برشلونة أو مجاراته على الأقل وهي تكمن في طريقة 4/2/3/1 المتفرعة من خطة 4/5/1 وذلك بترك رونالدو وحيداً في الهجوم ومن خلفه اوزيل و كاكا و بنزيما وخلفهما لاس ديارا و تشابي الونسو و جعل خط دفاع يتكون من راموس و بيبي وكوينتراو بالإضافة إلى كارفالهو بحيث يكون في الارتكاز مع بيبي وعودة راموس إلى مركز الظهير الأيمن أو استبدال كارفالهو ب ( اربيلو ) و جعل راموس في الارتكاز وهو الأمر المتوقع بسبب غياب كارفالهو عن أجواء المباريات فترة طويلة وأن قدم مردود جيد في الكلاسيكو الأخير. أما الخطة الثانية، وهي خطة دفاعية محكمة 5/4/1 تتحول في حال الهجوم إلى 3/4/3، بحيث يتكون خط الدفاع من مارسيلو صاحب النزعة الهجومية، وراموس وبيبي وكارفالهو وأربيلو، بحيث يتقدم الظهيران في حال الهجوم إلى الوسط، أما في المحور فيلعب تشابي إلى جانب لاس ديارا، وعلى الأجنحة بنزيما وأوزيل، بالإضافة إلى رنالدو الذي يفضل أن يلعب حراً في وسط الملعب وليس على الأطراف، وهو الأمر الذي قد يربك حسابات دفاعات برشلونة، خاصة أن رنالدو يجيد التسديد من خارج المنطقة، ووجوده في الوسط يعطيه خيارات أكثر للتسديد بالقدمين. في الخطتين من المفترض أن يطبق مرينهو دفاع المنطقة، خاصة أن مجموعة أهداف برشلونة جاءت عن طريق كسر مصيدة التسلل، وآخرها هدف أبيدال، وسبق لمرينهو أن طبق دفاع المنطقة في مباراة الإنتر، التي انتصر فيها 3/1، ونجح في ذلك.