سيكون عشاق الكلاسيكو الإسباني على موعد جديد مع الإثارة عندما يلتقي برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخ المسابقة القارية، إذ التقيا 4 مرات سابقا في الدور قبل النهائي عام 1960م وتغلب حينها الريال ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة (3/1)، ليصل للنهائي ويتوج باللقب على حساب آينتراخت فرانكفورت (7/3) ، كما التقيا مجددا في نسخة 2001 2002، وكرر الفريق الملكي تفوقه ذهابا على ملعب الكامب نو (2/0) وتعادلا في السنتياغو (1/1)، ليتأهل إلى اللقاء الختامي ويتوج بالكأس على حساب باير ليفركوزن (2/1)، مؤكدا بذلك تفوقه القاري على خصمه اللدود، فيما كان لقاءهما الموسم الحالي في الدوري المحلي ذهابا (5/0) للبرشا في معقله، وإيابا (1/1)، وكانت مباراتهما الأخيرة الأربعاء الماضي على نهائي كأس إسبانيا الذي حقق لقبه رجالات المدرب البرتغالي مورينهو (1/0) واضعا حدا للتفوق الواضح لنده في السنوات الست الأخيرة، وبرغم تباين تاريخ الطرفين ونتائجهما تبقى فرص الفوز بالمباراة قائمة لكليهما بغض النظر عن لغة الأرقام التي ستزول مع صافرة البداية. يمثل اللقاء أهمية بالغة للفريق الملكي الساعي لمعانقة ذهب الأبطال الغائب عن خزائنه منذ العام 2002م وذلك للمرة العاشرة في تاريخه، وهو استقطب لهذا الغرض المدرب البرتغالي مورينهو وعددا من النجوم، ويبدو أنه في طريقه لذلك إذا ما أحسن التعامل مع البرشا كما حدث أخيرا في نهائي كأس إسبانيا. وبإلقاء نظرة على مسيرة الفريق في المسابقة نجد تفوقا ملحوظا في نتائجه، حيث تأهل لدور ال16 على رأس مجموعته التي ضمت ميلان الإيطالي، أجاكس امستردام الهولندي، وأوكسير الفرنسي، وذلك برصيد 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادل واحد وبسجل خال من الخسائر، وسجل 15 هدفا مقابل هدفين ولجت مرماه، وفي ثمن النهائي واجه ليون الفرنسي الذي يمثل عقدة حقيقة له، إلا أنه ألغى ذلك من خلال تأهله للدور المقبل بتعادله على ملعب جيرلاند ذهابا (1/1) وفوزه في عقر داره (3/0)، ليلتقي توتنهام الإنجليزي في ربع النهائي ويتغلب عليه برباعية نظيفة في اللقاء الأول على ملعب سانتياجو برنابيو، قبل أن يؤكد فوزه في هارت لاين (1/0) مواصلا طريقه نحو الدور قبل النهائي، وبلغ معدله التهديفي في المسابقة 24 هدفا مقابل 3 أهداف، الأمر الذي يعكس قوته هجوميا ودفاعيا، ويتمنى الريال ومدربه البرتغالي مورينهو تكرار التفوق الذي كان حليف الفريق في مواجهاته القارية مع برشلونة على أمل التأهل للمباراة الختامية وحصد اللقب، الأمر الذي يتطلب مجهودات مضاعفة كتلك التي قدمها في نهائي كأس الملك، وبرغم ذلك تبدو الصعوبات والتحديات كبيرة في ظل التنافس التقليدي بين الفريقين وتبادل النتائج على مدى المواجهات السابقة. ويدخل الريال المباراة بجاهزية جميع عناصره يتقدمه النجم كريستيانو رونالدو وبخيارات عدة في الهجوم بين الأرجنتيني هقوين والتوغولي أديبايور، إلى جانب الفرنسي بنزيمه، فيما يدعم خط الوسط دي ماريا ومسعود أوزيل وألونسو وكاكا، إضافة إلى الظهير البرازيلي مارسيلو والمدافع الصلب بيبي وراموس ومن خلفهم الحارس المخضرم كاسياس وغيرهم من النجوم. في الجهة الأخرى، يسعى الضيف إلى استعادة هيبته وتعويض خسارته في نهائي الكأس ووضع حد للتفوق القاري لخصمه الملكي، إلى جانب العودة من جديد للواجهة الأوروبية من خلال استعادة اللقب الذي حققه عام 2009م، والبرشا أثبت عراقته من خلال عودته السريعة من كبواته وسيكون خصما عنيدا في هذه المواجهة بالتحديد بخلاف ما كان عليه في مباراة الأربعاء الماضي، وهو تميز في هذه البطولة بأدائه الرفيع ونتائجه المميزة، حيث تصدر مجموعته الرابعة والتي ضمت كوبنهاجن الدانماركي، روبن كازان الروسي، باناثينايكوس اليوناني، ب14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين وبسجل خال من الخسائر في الدور التمهيدي، محرزا 14 هدفا فيما تلقى مرماه 3 أهداف، ليصعد إلى دور ال16 في مواجهة أرسنال الإنجليزي، حيث أخفق في مواجهة الذهاب على ملعب الإمارات بخسارته (1/2) وعوض ذلك إيابا في عقر داره عندما انتصر (3/1) كانت كفيلة بوصوله لثمن النهائي في مواجهة شاختار، حيث فاز في اللقاء الأول على ملعبه (5/1)، وفي الثاني (1/0) معلنا تأهله بجدارة واستحقاق للدور التالي، وبلغ معدل أهدافه في البطولة 24 هدفا مقابل 7 أهداف. ويواجه البرشا معضلة حقيقية لتجاوز عقبة خصمه يتمثل ذلك في لعب اللقاء خارج قواعده، إلى جانب التأثير النفسي الذي طال الفريق عقب خسارة نهائي الكأس، ويطمح غوارديولا إلى استعاد تفوقه على مورينهو بالتحديد ومواصلة مشواره الأوروبي، معتمدا على كتيبة النجوم في صفوف الفريق الكتالوني يتقدمهم الأرجنتيني ميسي، الدولي الأسباني فيا، إلى جانب بيدرو، انييستا، تشافي، بوسكتس، ورباعي الدفاع ماكسيول، بيكيه، بويل، ألفيش، ومن خلفهم الحارس المتميز فالديز، ويتوقع كثير من المراقبين أن تكون المواجهة مفتوحة بين الطرفين للرغبة المشتركة بينهما، علاوة على ذلك فإن التنافس التقليدي والتاريخي سيلغي مخطط التحفظ الذي قد يتبعه أحد المدربين، لذلك يتوقع أن تظهر بأسلوب هجومي بحت بعيدا عن التحفظ الدفاعي، إجمالا اللقاء سيحمل في طياته الكثير من المتعة والإثارة على المستطيل الأخضر.