في ظل اقتصاد عالمي يعاني الكثير من الأزمات، ومع استمرار المظاهرات والاعتصامات العالمية المناهضة ل النظام الاقتصادي الرأسمالي بوضعه الحالي، تنطلق غداً أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي السنوي في مدينة دافوس السويسرية تحت عنوان «التغيرات الكبرى ورسم أنماط جديدة لقيادة العالم» بمشاركة أكثر من ألفين وستمائة من قيادات العالم في مجالات السياسة والاقتصاد والبنوك والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب بعض المحامين والصحفيين والأكاديميين. ضرورة الإصلاح الجذري وبهذه المناسبة قال البروفيسور «كلاوس شواب» مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي في تصريح له ل وكالات الأنباء العالمية إن «رسم نظم جديدة للتسيير والأعمال أصبح ضرورة ملحة لتحقيق إصلاح جذري». كما أشار إلى أنه من بين الشخصيات المشاركة في المنتدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تفتتح المنتدى ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وإد ميليباد وزهو خياوشوان حاكم البنك المركزي الصيني وبان كي مون أمين عام منظمة الأممالمتحدة و«كريستين لاجارد» مدير عام صندوق النقد الدولي وتوني بلير وجوردون براون. هل ما زالت الرأسمالية تعمل؟ جون غريفيثس جونز، أحد المشاركين في المنتدى، ورئيس مجلس إدارة عمليات عملاق المحاسبة KPMG في بريطانيا وأوروبا، أثار في تصريحه ل البي بي سي الأسئلة التي يتوقع من المجتمعين الإجابة عنها داخل أروقة المنتدى فقال«هل ما زالت الرأسمالية تعمل؟ هل سنشهد نمواً في المستقبل؟ هل النموذج الغربي ما زال نموذجا يحتذى؟ انا جد مهتم لسماع الناس يطرحون هكذا مواضيع»، كما تحدث جونز عن الحاجة الى إبتكار «مفهوم جديد للرأسمالية المسؤولة»، وهو يخشى من انه حتى لو تمكن المشاركون في منتدى دافوس من الوصول الى اتفاق حول هذه المواضيع الشائكة، لن يكون هذه الاتفاق واضحا بالنسبة للسواد الأعظم من البشر في شتى ارجاء المعمورة. أما كارل شواب، مؤسس المنتدى ومحركه الرئيسي، فقد كان أكثر صراحة – بحسب البي بي سي- إذ قال «الرأسمالية بشكلها الحالي غير ملائمة لعالمنا المعاصر!». تلاقي النخب.. مُكلِف جداً! يذكر أن منتدى دافوس منظمة غير حكومية ولا تهدف للربح مقرها جنيف بسويسرا، أسسها أستاذ في علم الاقتصاد كلاوس شواب فى 1971. يعتبر هذا المنتدى بمثابة مساحة لتلاقى النخب من ممثلى الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى من أمثال نستلة ونيكى وميكروسفت، إضافة لدعوته لكثير من القادة السياسيين بهدف النقاش في المشكلات الاقتصادية والسياسية التى تواجه العالم وكيفية حلولها. يعقد المنتدى اجتماعاته السنوية في دافوس حيث يتم وضع مسودات لخطط ومشاريع اقتصادية مشتركة.وعلى الرغم من أنه يُوصف بكونه «منظمة غير حكومية ولا تهدف للربح ومفتوحة لمن يرغب» إلا أن شروط عضويته تحتم أن يكون دخل الشركة لا يقل عن مليار دولار في السنة، إلى جانب اشتراك عضوية سنوى 12.500ألف دولار، أما الإشتراك في المؤتمر السنوى فيتكلف 6.250 الف دولار، وإذا أرادت الشركة الإشتراك في وضع أجندة هذا المؤتمر قبل انعقاده فسيكلفها ذلك 250.000 ألف دولار، وإذا أرادت أن تكون شريك دائم فعليها دفع 78.000 ألف دولار. الإحتلال والنُخب المعلَنة من طرف واحد! وفي ما يظهر أنه امتداد لحملات «احتلوا وول ستريت» التي انطلقت من أمام مبنى الوول ستريت بأمريكا، وانتشرت حول العالم، أعلنت مجموعة شباب الحزب الاشتراكي السويسري عزمها الإعتصام والتظاهر ضد من يقولون عنهم أنهم «نخب معلنة من طرف واحد».وقال رئيس المجموعة «ديفيد روت» ل وكالة الانباء الكويتية (كونا) اطلقنا على هذه الاحتجاجات اسم «احتلوا المنتدى الاقتصادي العالمي» وننسق فيها مع حركة «أوكيوباي» التي انطلقت العام الماضي في «وول ستريت». وأكد أن حركة «احتلوا المنتدى الاقتصادي العالمي» لا تهدف الى التشويه ولكن لها رسالة توعوية يحتاج اليها الرأي العام المتخبط بين أزمة اقتصادية ومالية طاحنة وبين وعود لا يتحقق منها شيء وهنا يجب أن يستمع إلى رأي آخر مخالف لما يدور داخل أروقة المنتدى. المعتصمون يستبدلون الخيام بقباب الجليد وأضاف ان الحركة ستعمل على إقامة بيوت الجليد، المنتشرة في المناطق شديدة البرودة وتأخذ شكل القباب بدلاً من الخيام وستركز الفعاليات على إقامة ندوات وحلقات نقاش مفتوحة بين الرأي العام وكبارالمتخصصين لتوضيح معالم المشهد الاقتصادي العالمي. كما حرصنا على توجيه الدعوة للقائمين على المنتدى الاقتصادي العالمي للمشاركة معنا في الفعاليات وستكون لهم الفرصة كاملة لطرح وجهة نظرهم فيما نراه نحن اخفاقات واسباب فشل علاج الازمة.وأكد أن حركات الإحتجاجات السلمية تلك تمثل ضغوطاً واضحة على صناع القرار الإقتصادي والسياسي بأن العالم لم يعد يتحمل استمرار الأخطاء التي أدت إلى الأزمة الإقتصادية العالمية واهمال التنمية المستدامة. وأعرب عن ثقة القائمين على تلك الحملة بتأثيرها قائلاً أن الحقائق تؤكد أن 99 في المائة من سكان العالم متضررون من الأداء الإقتصادي السيئ لكبريات الشركات والمؤسسات وتقاعس الساسة عن اتخاذ القرار السليم المبني على أسس واقعية. وأخيراً يبقى السؤال، هل سيقبل المجتمعون في هذا المنتدى ( النخب ) هذه الدعوة، تاركين خلفهم، منتجعاتهم الفاخرة والدافئة على هضاب الألب السويسرية، ليشاركوا المعتصمين النقاش وتبادل الحلول الممكنة تحت قباب الجليد؟! احتلوا المنتدى | احتلوا وول ستريت | منتدى دافوس