مدينة القدس لها خصوصية وتميُّز تتفرد بهما عن المدن الأخرى، جعلاها تستحق أن تُخَص باهتمام غير عادي، في إطار الصراع بين العرب والمسلمين من ناحية، وبين الصهاينة من ناحية أخرى. هذا الاهتمام الخاص بالمدينة وصِلتها بعقيدة الإسلام وتاريخه لم يكن من قبيل المصادفة؛ حيث إن الكتّاب اليهود ومن يشايعهم من كتاب الغرب قد كتبوا كثيراً من الدراسات، وأسهموا في كثير من البحوث والدوريات عن المدينة بلغات العالم المختلفة، لاسيما أن استيطان اليهود في أرجاء مختلفة من العالم أتاح لكتّابهم أن يكتبوا بلغات البلاد التي استوطنوها، بنفس دقة كتابة أبناء تلك اللغات، بكل ما للغات من أثر في نفوس من يقرأها. ومن الحقائق التي لا ينبغي إغفالها هنا، أن هذه المدينة تتميز عن المدن الإسلامية الأخرى بأنها مدينة التقت فيها حضارات وثقافات مختلفة عبر تاريخها الطويل، واستقطبت اهتمام الباحثين من مختلف أرجاء العالم، ومن بقاع تتعدى البقعة الجغرافية التي وُجدت فيها، وهو أمر ربما لم يجرِ على أي مدينة أخرى. فكتب عنها المسلمون وغير المسلمين من الديانات الأخرى، وأعطوها الاهتمام الأكبر في توثيق تاريخها وجغرافيتها. لذلك تبقى القدس محور الصراع القائم بين العرب واليهود.. والمحاولات لا تزال مستميتة من قِبل اليهود في طمس معالم القدس ومحو الآثار الإسلامية فيها عبر استمرارية أعمال الحفر والخنادق والأنفاق تحت كل بقعة في القدس، وتدريس المناهج الدراسية اليهودية في مدارس العرب الخاصة بفلسطينيي 1948 في الخط الأخضر، وتؤكد هذه المناهج على عدم وجود أثر للمسلمين والعرب، وأن تاريخ فلسطينوالقدس لليهود، وأنهم هم الأجداد وهم الأصل في هذا الوطن، وما حدث عن احتلال فكله هراء وادعاءات باطلة.. فاليهود هم الأساس في هذه الأرض ولا وجود لغيرهم.. وأن ما يُذكر في الإعلام العربي والإسلامي حول القضية الفلسطينيةوالقدس والمسجد الأقصى هو ضد السامية! الأقصى المبارك ومحاولات التدمير.. الأقصى المبارك بمعناه الشامل هو المساحة المحصورة ضمن أسوار الحرم القدسي الشريف، التي تبلغ حوالي (500 متر) طولاً، والعرض حوالي (290 متراً)، شاملة جميع الصروح والمعالم الإسلامية داخلها، بما في ذلك مبنى المسجد الأقصى المبارك، ومبنى الصخرة المشرفة، وقبة السلسلة والقباب الأخرى، والمدارس الدينية التاريخية، والمآذن، والبواكي، والمصاطب والمحاريب، والأبواب. لقد تعرَّض الأقصى وما حوله منذ الاحتلال الإسرائيلي في عام 67 إلى شتى صنوف الممارسات العدوانية الإسرائيلية، كالحرق والهدم، والمصادرة، والحفريات، ومحاولات النسف، وإطلاق الرصاص على المصلين، والقنابل الغازية، ومحاولات اليهود للصلاة ولإقامة كنيس فيه، ورغم كل ذلك بقي الأقصى المبارك صامداً كالطود العظيم، وصارع الأحداث الجسام بقدرة الله -عز وجل- وبثبات ورباط أهله من حوله. الكيان الصهيوني والوسائل المختلفة في تدمير القدس والأقصى المبارك.. 1. إحراق المعالم الإسلامية وطرد السكان المسلمين. 2. إحراق مبنى المسجد الأقصى المبارك. 3. مصادرة المعالم الإسلامية. 4. الحفريات الإسرائيلية. 5. الاعتداء المسلح على مبنى الصخرة المشرفة. 6. توسع الاستيطان اليهودي في القدس القديمة على حساب المقدسات الإسلامية، وإنشاء المدارس الدينية اليهودية المتطرفة وغيرها من الوسائل المختلفة التي لا يزال العمل بها قائماً. في ظل هذه الأوضاع لا تزال أمتنا الإسلامية والعربية مشغولة في التقاتل والتناحر فيما بينها، وأصبحت دولنا محطة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية وشن الحروب فيما بينها، ما أدى إلى إبعادنا عن وجهتنا الحقيقية.. فالأقصى المبارك والقدس ينتظران منا كدول إسلامية وعربية الرد العملي على التحدي الصهيوني عبر الدعوة إلى اليقظة لمواجهة هذه المخططات الصهيونية.