أقام نادي تبوك الأدبي مؤخراً ندوة بعنوان ( القدس في الذاكرة ) شارك فيها كل من الدكتور موسى العبيدان والدكتور عزام الشجراوي والدكتور عمرو الهليس وعبير البخاري وأدار دفة اللقاء الدكتورة نوره المري . وقد تحدث في البداية الدكتور العبيدان الذي ذكر نشأة مدينة القدس والتي تعود إلى عام ( 2500 ) ق م مبيناً أن المصادر التاريخية تذكر أن الملك اليبوسي ( ملكي صادق ) هو أول من بنا ( يبوس ) القدس . وأشار إلى أن اليهود عملوا جاهدين منذ استيلائهم على القدس بقسميها الغربي والشرقي عل طمس هويتها العربية ، بالإضافة إلى العبث بالمقدسات كما عملت الحكومة اليهودية برفع نسبة السكان اليهود في الجزء الشرقي من مدينة القدس وشجعت على الاستيطان فيها ومنعت التوسع العمراني للأحياء العربية وخصصت مساحات كبيرة يمنع فيها البناء بحجة تكوين مساحات خضراء مع منع رخص البناء والترميم وهدم البيوت غير المرخصة من قبلها وتغيير حدود القدس الإدارية . وأوضح العبيدان أن عبث الصهيوني لم يتوقف بجغرافية القدس وتهجير أهلها بل تعدى إلى محاولة طمس تاريخها الإسلامي بمحاولة القضاء على المقدسات الإسلامية فيها وذلك عندما أقدم اليهود في عام ( 1969) على إحراق المسجد الأقصى الشريف ، حتى أنهم قاموا بحفريات مختلفة تحت وحول المسجد الأقصى بحثا ( في زعمهم ) عن هيكل سليمان المفقود علما أن المؤرخين ذكروا أن الرومان هدموا هذا الهيكل عام (70م ) وينفون أن يكون الهيكل اليهودي تحت المسجد الأقصى وأطلقوا اسم ( حائط المبكى ) على الجزء الغربي من المسجد الذي يعرف عند المسلمين ( بمربط البراق ) . وتطرق الدكتور موسى العبيدان إلى جهود المملكة في التصدي لمحاولة تهويد القدس منها دعم ومساندة الكفاح الفلسطيني ودعم جهود السلام العادلة المبذولة لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين على أرض الواقع وتقديم المبادرات بهذا الخصوص وما تبذله الحكومة من الأموال الطائلة لمساعدة الشعب الفلسطيني في تجاوز محنته . أما الدكتور الشجراوي فبين ما تقوم به إسرائيل منذ نشأتها عام ( 1948 ) في التصدي على مصادر الثقافة فقد عملت على محاربة اللغة العربية وأدبها وصحافتها وإعلامها فقد أغلقت أربعة صحف عربية يومية تصدر في حيفا ويافا وهي صحيفة ( الجهاد والدفاع والمنار وفلسطين ) وأغلقت المجلات العربية الأسبوعية والشهرية بالإضافة إلى تهويد أسماء المدن والقرى والجبال والأودية من عربية إلى عبرية . فيما تحدث الدكتور عمرو الهليس عن أهمية المسجد الأقصى بكونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي وأرض المحشر يوم القيامة وتطرق إلى الفتوحات الإسلامية . واختتمت الندوة عبير البخاري بعرض مرئي عن ( حقائق حول المسجد الأقصى ) ذكرت فيه المؤامرة الدنيئة لإزالة صورة المسجد الأقصى من عقول المسلمين إذ جعلوا من صورة ( مسجد قبة الصخرة ) رمز ( للمسجد الأقصى ) فأصبح المسلمون حول العالم لا يفرقون بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ، ثم ذكرت مساحة المسجد الأقصى التي تبلغ حوالي ( 144 ) دونما وعددت مصليات المسجد الأقصى المبارك السبع وهي ( الجامع القبلي ، قبة الصخرة ، المصلى المرواني ، مصلى البراق ، جامع المغاربة ، جامع النساء ) وما يفعله اليهود من عمليات هدم لتشييد الهيكل المزعوم . وتساءلت البخاري هل يستطيع العرب والإعلاميين وأصحاب الرأي أن يوضحوا للعالم بأسره بأن قبة الصخرة ليست المسجد الأقصى وإنما جزء منه وأي جزء قد يصاب من المسجد الأقصى هو مساس بمقدساتنا الإسلامية . ثم فتح باب المداخلات التي أثرت موضوع الندوة . // انتهى // 1011 ت م