حرضت أمسية الاحتفال باليوم الوطني في فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة مساء أمس الأول، المشاركين على الدخول في حوار حول المواطنة، بدأه المؤرخ محمد ربيع الغامدي بتساؤل حول إحجام بعضهم عن المشاركة في المناسبات الوطنية واجتراح التعليلات التقليدية لتبرير تهربهم من واجب وطني يفرض على كل مواطن أن يظهر فرحه بمناسبة اليوم الوطني اعترافا بفضل الوطن والدولة. وأبدى الغامدي أسفه من انتساب بعض المحجمين عن هذه المناسبة إلى النخبة المثقفة، واصفا عقلياتهم بالقاصرة عن وعي ما كان عليه المواطنون وما أصبحوا عليه بعد الوحدة. من جانبه، أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الباحة الناقد الدكتور سعيد الجعيدي، أن طموح النخب المثقفة في المملكة تتجاوز الاحتفال الشكلي إلى المضامين، مشيرا إلى أن فتح النقاش حول ما تم إنجازه وما يفترض إنجازه من مشاريع وطنية وإصلاحية جزء من أدبيات المواطنة الحقّة، مشيرا إلى أنه لا يقدح في انتماء المواطن لوطنه كونه ينتقد أو يتحفظ على السلبيات. وذهب أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبدالكريم، إلى أن بناء الإنسان الحقيقي هو أعظم منجز تفتخر به الأوطان، لافتا إلى أن الموضوعية تحتم على الجميع في يوم الوطن، مناقشة السلبيات وكيفية تلافيها وتجاوزها، مبديا دهشته من محاولة بعضهم اختزال الوطن في أفراد أو طائفة أو جماعة، رغم أن الوطن للجميع، ومن حق الجميع الاحتفال به، والتطلع إلى منجزات حقيقية وغير وهمية وضمان العدل لكل منتم لهذه الأرض أو مقيم عليها. وتداخل الشاعر غرم الله الصقاعي، في الحوار، وقال إن هناك «خللا معياريا في تقييم المواطن الصالح، كون بعضهم يرى في الصلاح التديني المظهري والشكلاني صلاحا للدنيا، وهذا يتنافى مع المعيار الموضوعي للوطنية المتمثل في أن الصلاح مرتبط بما يقدم المواطن والمواطنة من خدمة تحقق النفع العام قبل تحقيق المغانم والمكاسب الخاصة». واختتم مدير فرع الجمعية، علي البيضاني، الحوار بقوله إن «الجمعية منبر للحوار، إلا أن الآراء تعبر عن قناعات أصحابها، لا عن وجهة نظر المؤسسة»، مشيرا إلى أن دور الجمعية يكمن في «إتاحة المنبر للمثقفين للحوار وتقديم نتاجهم دون حجر على أحد». وشهدت الأمسية تقديم التحيات والتبريكات للوطن وقيادته، عبر قصائد ألقاها عدد من الشعراء منها نصان للشاعر غرم الله الصقاعي: «أتعرفُ أم أنت لاتعرفُ» و«عاشقة تهوى ولا تخون»، وخاض الشاعر عبدالعزيز أبو لسّه غمار التجريب في نصوص ومقاطع محتشدة بالمكابدات والشجن. كما شارك سعيّد العلياني، محمد المرطان، سامي الغامدي، علي خميس، مداوس علي، وعلي الرباعي، بنصوص راوحت بين التفعيلي والشعبي.