امتلأت الساحة الأردنية بالحركة خلال الأيام القليلة الماضية، وزاد من هذه الحركة دعوة أركان الجيش الأردني قادة أركان عددٍ من الجيوش للقدوم إلى العاصمة عمان لبحث الملف السوري بعد الهجمات الكيماوية التي تعرضت لها دمشق. وبدأ التغير الملحوظ في الموقف الأردني من الصراع السوري بإدانة شديدة اللهجة لعمليات القصف بالكيماوي، وهو ما يعتبره مراقبون فرصة دولية – إذا ثَبُتَ تورط النظام السوري في العملية- ل «تحرك عسكري وشيك». وتزامن هذا الموقف مع دعوة رئيس أركان الجيش الأردني، مشعل الزبن، عددٍ من نظرائه رؤساء أركان جيوش كبرى في العالم لاجتماع سيحضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الأركان في كلٍ من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، بحسب بيان صادر عن الجيش الأردني. في الوقت نفسه، أعلن مصدر عسكري أردني مسؤول أن هذا الاجتماع سيكون فرصة للدول المشاركة لبحث الامور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الأحداث الجارية خاصة الأزمة السورية وتأثيراتها بالإضافة إلى بحث أوجه التعاون العسكري بين هذه الدول والأردن. يذكر أنه يوجد حوالي 200 جندي أمريكي على الأرض الأردنية لتدريب الجنود الأردنيين على كيفية الوقاية من الأسلحة الكيماوية التي قد يلجأ لها الجيش السوري النظامي إذا وقعت في يده. ميدانياً، نفى مصدر في القوات المسلحة الأردنية ل «الشرق» أي تحرك غير طبيعي على الواجهة الحدودية مع سوريا خلال اليومين الماضيين أو تحريك بطارية صواريخ الباتريوت إلى الواجهة مع سوريا. وأكد المصدر سيطرة الجيش الأردني على جميع النقاط الحدودية الشرعية وغير الشرعية التي يفر منها اللاجئون السوريون والبالغ عددها 45 منفذا. من جهته، زعم السفير السوري في عمّان، بهجت سليمان، أن القذائف الكيماوية التي استهدفت غوطة دمشق الأربعاء الماضي انطلقت من مفرزة أطلسية موجودة على الأراضي الأردنية، وقال إن مفرزة الطليعة العسكرية الأطلسية التي انطلقت من الأراضي الأردنية لتقود الهجمة الأخيرة على دمشق فشلت. وقال سليمان، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «العصابات الإرهابية بدأت تتخبط إثر فشلها في تنفيذ المهمة المستحيلة وقيامها بإطلاق القذائف على مناطق تمركزها التي تسيطر عليها في دوما بريف دمشق». وأضاف «بعد سقوط القذائف الكيماوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، قامت الإدارة الأمريكية بالإعلان عن تعزيز وجودها البحري في البحر الأبيض المتوسط، وأعلن رئيس أركان جيوشها عن اجتماع عاجل لحلفائه في عمّان من أجل البحث في عواقب الفشل الذريع الذي أصاب خطتهم الأخيرة على أسوار دمشق». وكانت الولاياتالمتحدة نشرت مجموعة من مقاتلات إف- 16 لم يُحدَّد عددها وبطارية صواريخ باتريوت في الأردن عقب مناورة الأسد المتأهب التي انتهت في 20 يونيو الماضي. في سياق آخر، يصل وزير الخارجية في الحكومة المصرية المؤقتة، نبيل فهمي، إلى الأردن اليوم الأحد في زيارة يلتقي خلالها الملك عبدالله الثاني ونظيره ناصر جودة، حسبما أكد مصدر من وزارة الخارجية الأردنية. وأوضحت مصادر أردنية أن الوزير المصري سيجري مباحثات مع جودة والمسؤولين الأردنيين ستتناول الأحداث في مصر والملف السوري واستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.