يبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في بروكسل غدا مع نظيرهم الروسي سيرجي لافروف تطورات النزاع السوري، إثر قلق موسكو على نشر الحلف لصواريخ "باتريوت" في تركيا على الحدود مع سورية. كما يبحث الوزراء في اجتماعهم، الذي يستمر يومين، إعلان تضامنهم مع تركيا، حيث يستعد الأطلسي لنشر بطاريات باتريوت قرب حدودها مع سورية. واعتبرت مصادر دبلوماسية أن الحلفاء لن يفاجئوا أحدا إذا وافقوا على نشر صواريخ باتريوت بناء على طلب تقدمت به أنقرة في 21 نوفمبر الماضي، بعد مقتل خمسة مدنيين في قرية أكجاكلي الحدودية إثر سقوط قذائف أطلقت من سورية في 3 أكتوبر الماضي. وكانت الناطقة باسم الحلف يوانا لونجيسكو أعلنت الجمعة الماضي أن الرد سيصدر "خلال الأيام القليلة القادمة"، وأنه قد يأتي غدا في أول يوم من الاجتماع في مقر حلف الأطلسي. وبينما أعلنت مؤخرا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي تشارك لآخر مرة في الاجتماع، أن الولاياتالمتحدة لا تنوي تقديم مزيد من المساعدة لقوات المعارضة، أوضح دبلوماسي "أنه ملف معقد جدا والدول الغربية تدرك أنها إذا لم تزد في دعمها للمعارضة فقد لا تتمتع بأي نفوذ لديها عندما يسقط نظام الأسد". وكانت تركيا على غرار الحلف الأطلسي، شددت على أن مهمة صواريخ باتريوت محض "دفاعية". وقال الرئيس التركي عبدالله جول "إنه إجراء وقائي ولن يستعمل قطعا في عمليات هجومية". كما أعلنت لونجيسكو أن نشر باتريوت "سيدفع بأي كائن يريد مهاجمة تركيا إلى الإمعان في التفكير قبل أن يفعل ذلك". ولا تتمثل مهمة باتريوت من طراز "باك 3" التي تصنعها مجموعة "لوكيد مارتن" الأميركية في التصدي للقذائف المنطلقة من الأراضي السورية فقط، بل لاعتراض صواريخ بالستية مثل سكود التي تملكها سورية. وعندما يتم التوافق على نشرها فإن الدول الثلاث الأعضاء بحلف الأطلسي التي تملك باتريوت (الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا) ستقوم بالإجراءات اللازمة. وزار خبراء من الأطلسي أخيرا المواقع التي قد تنشر فيها بطاريات باتريوت على الحدود التركية السورية التي يبلغ طولها 800 كلم. وأفاد مصدر عسكري تركي أن أربع بطاريات قد تنشر في ملاتيا وديار بكر وسنليورفا (جنوب تركيا)، الأمر الذي يقتضي نشر نحو 400 جندي أطلسي بتركيا من البلدان الثلاثة، حيث ستوضع "باتريوت" تحت إمرة القيادة العليا للحلف بأوروبا. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني أن الائتلاف قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سورية إذا تخلى الأسد وحلفاؤه عن السلطة.