قال رئيس الفريق العلمي في مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور عبد الغني مليباري، إن تحديد وقت العمل على بناء المفاعلات النووية في السعودية، والانتهاء منها، مبني على التأكد من مدى استعداد البنية التحتية الأساسية والصناعية للسعودية للتعامل مع المتطلبات والدراسات، لإيجاد قطاع اقتصادي ناجح، يعتمد على الأيادي العاملة من أبناء الوطن، مؤكداً سعي مدينة الملك عبدالله إلى بناء المفاعلات النووية والطاقة المتجددة، موضحاً أن البيئة الصحراوية الحارة ترفع كلفة بناء هذه المفاعلات.وأكد مليباري على أن كل الدول المعروفة في بناء المفاعلات النووية، وهي: فرنسا، كوريا الجنوبية، روسيا، واليابان، تأخذ في الاعتبار عند بدء بناء محطات الطاقة الذرية الجانب المناخي، مضيفاً أن أسعار البناء تتفاوت فيما بينها، رغم التشابه في الأداء وعوامل الأمن والسلامة، وقال: «التفاوت في الأسعار بين هذه الدول يرجع إلى الاعتماد على القدرة الصناعية لكل دولة، وإمكانية استئجار القدرات الصناعية وأجور العمالة لديها». وأَضاف: «كوريا الجنوبية طورت كثيراً من الصناعات لديها بينما نجد دولاً أخرى تلجأ للاستئجار، مثل بعض الشركات الفرنسية واليابانية التي تستعين بشركات أخرى للتصنيع لها، فترفع من سعرها، بالإضافة إلى أن الدول تختلف فيما بينها في أجور العمالة». وأكد مليباري على أن الشروط والمبررات التي يجب أن تتوفر عند بناء المفاعل النووي أو استحداث الطاقة المتجددة هي توفير قطاع اقتصادي، وتطوير الصناعة المحلية، وفتح أبواب جديدة لعمل الشباب، وإيجاد فرص كبيرة للتوظيف، وأضاف: «بعد عشرين سنة من بناء المفاعلات النووية أمامنا خياران؛ إما جلب شركات أجنبية لتقوم على أعمال تشغيل المفاعلات، أو التخطيط لتوطينها، ويحتاج ذلك إلى رؤية ودعم إضافي فوق الحاصل الآن»، مؤكداً أن احتياجنا توفره مخرجاتنا الأكاديمية للمستقبل، لكن إلى الآن لازالت دراستنا الأكاديمية تتجه نحو الجوانب الإنسانية والأدبية، «لكن أؤكد أن مخرجاتنا في القطاع الصناعي لازالت قليلة جدًا». وأكد مليباري على أن العمل والتفكير في مدينة الملك عبد الله قائم على الدخول في كل جزء من جزئيات المفاعلات، بدلاً من التخطيط لها وعمل الدراسات اللازمة، إلى الإنشاء، ثم مراحل التشغيل والصيانة، إلى دعم الصناعات ودعم سلسلة التشغيل الطويلة، مبيناً أنه يتم ذكر ذلك المسعى عند التخاطب مع الشركات الكبرى، كشرط رئيسي، حتى يكون لدينا قطاع اقتصادي متكامل وناجح، ليس الهدف منه إنتاج الكهرباء، وإنما تكوين قاعدة صناعية قوية في المملكة وتوظيف أكبر عدد ممكن من الشباب. ولفت إلى أن المسؤولين في المدينة أخذوا بالاعتبار البيئة السعودية الصحراوية عند بناء المفاعلات، موضحاً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، ولديها مناطق صحراوية، تبنى فيها مفاعلات نووية. وقال: «كلفة عملية بناء المفاعلات في المناطق الحارة ستكون مرتفعة اقتصادياً، لأنها لا تقتصر على المفاعلات النووية فحسب، وإنما تشمل أيضاً محطات الوقود الأحفوري والغاز ومحطات الكهرباء التي تعمل بالنفط الخام أو الديزل، باعتبار أن الأداء في المناطق الحارة أقل من الباردة، ويسري ذلك على كل عمليات إنتاج الطاقة».