يمارس الشاب تركي عبدالعزيز النحت على الحجارة منذ 13 عاماً، مجسداً التراث بأشكاله النادرة، وقد بدأت معه هذه الهواية حين كان طالباً في المعهد الثانوي الصناعي، حيث لاحظ المقربون منه موهبته في النقش على الأحجار، وشجعوه، ما دفعه لتطوير هذه الموهبة بعد التحاقه بالكلية التقنية. يقول «عرضت أول أعمالي في المخيم التقني بالكلية، وقد لاقى استحساناً كبيراً من الجميع، الأمر الذي شجعني وجعلني أشارك في المعارض الخاصة بالمراكز الصيفية». وأضاف أنه يشارك بمجسماته في السوق المسوكف الشعبي منذ ثلاث سنوات في ركن «دكاني»، وهو ساعده على إبراز موهبته بشكل كبير، يقول «دكاني حفظ لي مهنتي، وجعلني أتطور فيها يوماً عن يوم، دون توقف أو إحباط، خاصة أن مجسماتي تلقى رواجاً وإقبالاً كبيراً من الناس، حتى أني اشتهرت وأصبح اسمي معروفاً في عالم المنحوتات». وأشار إلى أن كثيراً من الزبائن يطلبون منه نقش بيوتهم بأشكال شعبية قديمة، أو عمل مجسم للبوابات والمساجد التراثية، أو حتى تصميم شهادات الشكر على ألواح جبسية، مبيناً أنه يجهز لكل مناسبة مشغولات محددة. وعن الأدوات التي يستعملها في تصميم المجسمات يقول «الأدوات غير مُكلفة لا تزيد قيمتها عن 40 ريالاً لمجسمات البيوت الشعبية، كما أني أستعمل عدتي البسيطة منذ سنوات، عبارة عن طقم مَحافر للنحت والنقش، ومنشار واحد للتقطيع؛ وبتلك الأدوات أصنع مختلف المجسمات التراثية المنقوشة. وبين أنه شارك في عديد من المناسبات والمهرجانات في المحافظة وخارجها، كالجنادرية خمس مرات، وربيع بريدة، وجميع مهرجانات عنيزة. وعن رغبته في تعلم الشباب هذه المهنة يقول «هذه المهنة جميلة وغير مكلفة، تعتمد على أشياء بسيطة في متناول الجميع، وقد أقبل كثير من الشباب على التدرب معي في الدكان وفي بعض الدورات التي عقدتها في المراكز الصيفية؛ وكانوا أكثر حماساً من الرجال الكبار». وبين تركي أن هناك مجسمات صنعها نالت إعجاب كثيرين، منها منارة الجامع الكبير في عنيزة التراثية، وبرج الشنانة، ومنارة مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأضاف «طموحي أن أُشرف القصيم في كل مناسبة تخص المملكة، وأن أمثلها دولياً، كما أتمنى من جهاز السياحة في منطقة القصيم تشجيعي، من خلال إشراكي في أكبر عدد من المناسبات والمهرجانات، داخل القصيم وخارجها، وكم أتمنى لهذه المهنة أن تنتشر بين الشباب». تركي يصنع أحد المجسمات التراثية