يحكي جناح منطقة القصيم في الجنادرية سيرة المنطقة منذ آلاف السنين، وما تزخر به من تراث أصيل يعكس ما كان عليه الآباء والأجداد. وعلى أنغام الماضي وجماليات الحاضر، استمتع زوار جناح منطقة القصيم بمشاهدة الحرفيين وصناعاتهم اليدوية، وتراقصوا على نغمات الفلكلورات الشعبية مثل السامري والهجيني والحوطي والناقور والعرضة، وانساق بعضهم خلف صوت السواني الجميل المتناغم مع أنغام الماضي وجماليات الحاضر لصناعة مستقبل لعمل المزارعين في حفر الآبار مرددين الأهازيج الجميلة. مرقب الشنانة وقف أعداد كبيرة من الزائرين طويلا أمام مرقب الشنانة بارتفاعه الشاهق البالغ 45 مترا، والتقطوا أمامه الصور التذكارية بجواره، فأصبح علامة مميزة يهتدى بها إلى الجنادرية لمشاهدته من مسافات بعيدة باعتباره أعلى مكان داخلها. ويقع مرقب الشنانة في القصيم غرب محافظة الرس، وتم بناؤه قبل عام 1176ه في بلدة الشنانة، وقد وقعت حوله إحدى معارك الملك عبدالعزيز في 28 رجب 1322ه. القرية التراثية تناغم الزوار في باحة القرية التراثية مع حركات العقيلات، التي تمثل التجارة القديمة للقصيم وتنقلاتها بين العراق والشام ومصر، حيث تنطلق بمسارات معروفة في رحلات الشتاء والصيف. وتقف القرية التراثية لمنطقة القصيم على أرض الجنادرية منذ إنشائها عام 1419ه كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية من تاريخ المنطقة العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر، ناقلة الحياة القديمة للقصيم في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري لبيئة المنطقة عبر قريتها التراثية التي تعد من أكبر وأضخم المشاريع في هذه التظاهرة «الجنادرية»، حيث جاء أسلوب بنائه وتصميمه وزخرفته رمزا تراثيا من ناحية القصر والبرج وسوق القصيم التراثية. وضمت القرية سوق الحرفيين والمزارعين، والعروض التراثية والثقافية التي شيدت على مساحة واسعة، ومعارض للأجهزة الحكومية، وساحة للفنون الشعبية التي صممت لتحاكي أسلوب البناء والمعيشة في سوق القصيم قديما ونفذت بأسلوب البناء بالطين المعالج والخشب والحجارة على تصاميم مختلفة تتحد بالترابط العمومي للمنظور الكامل. وتتكون القرية من القصر وبداخله مجموعة من الصالات ومجلس القهوة العربية الذي يقدم فيه كافة أنواع التمور التي تشتهر بها القصيم كالسكري والبرحي والرشودية ونبتة العلي وعسيلة وغيرها، إضافة إلى مختلف الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة ومنها الكليجة وقرص عقيل والفتيت. ويضم البيت القصيمي متحفا يعرض فيه العديد من المقتنيات الأثرية التي تعبر عن أسلوب الحياة في السابق للمنطقة، والأدوات المنزلية ذات الاستخدام اليومي، والمتحف الزراعي بداخله العديد من الأدوات الزراعية وأدوات حفظ الحبوب ونمط الزراعة في السابق، والحرف اليدوية كحرفة السدو والمنسوجات الصوفية، ومعرض خاص بالنخلة التي تعطي فكرة كاملة عن النخيل وأنواعها والعناية بها من الاستصلاح وصولا إلى جني الثمار. وتضم القرية أيضا البيت السكني الخاص في منطقة القصيم يصور الحياة المعيشية في المنطقة ونقوشه الحرفية الجميلة، والسوق الشعبية التي تضم 31 دكانا، وتقع بين القصر والبيت السكني، الذي يمثل الحياة التجارية في السابق، ويتواجد فيه حرفيو الصانعة والحدادة وعامل صهر المعادن والأدوات المنزلية ومهن النجارة والخرازة وصناعة الخوص والختام والرياسة والندافة ودق العذوق.