يقوم الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت بزيارة للعاصمة السودانية الخرطوم نهاية الشهر الجاري، لإجراء محادثات مع نظيره السوداني عمر البشير حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسط تكهنات بانفراج في العلاقات بين البلدين. وتوقَّع مراقبون انفراجاً وشيكاً في علاقات البلدين يساعد في حلحلة كافة القضايا الخلافية العالقة بينهما، عقب انفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة. ويُعد الملف الأمني من أعقد الملفات التي تعكِّر صفو العلاقات بين البلدين. خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بإيواء المعارضة المسلحة لأنظمة الحكم في البلدين. إضافة إلى ملف ترسيم الحدود، وانسياب النفط الجنوبي عبر الأنبوب والموانئ السودانية، خاصة بعد إعلان الخرطوم نيتها إغلاق الأنبوب ومنح جوبا مهلة زمنية محدَّدة. في سياق متصل يتوقَّع أن يصل وزير خارجية السودان الجنوبي برنابا ماريال بنجامين إلى الخرطوم لترتيب زيارة سليفاكير مع نظيره السوداني، وكان مكتب الرئيس كير أكد في وقت سابق زيارته المقررة للخرطوم الشهر الجاري لمناقشة تنفيذ اتفاق التعاون الموقع عليه من قبل الرئيسين قبل 11 شهراً في سبتمبر 2012، ويتضمن هذا الاتفاق أموراً مثل أمن الحدود، وتصدير النفط والمواطنة وغيرها من القضايا. ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان كيفية حل المسائل العالقة مثل منطقة أبيي، وآليات حل الخلافات حول المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين. وهذه الزيارة الثانية لكير للخرطوم منذ إعلان استقلال جنوب السودان مؤشر آخر على تحسن العلاقات بين الخرطوموجوبا. وكان السودان أعلن الأسبوع الماضي عن إرجاء إيقاف تدفق النفط من جنوب السودان حتى 6 سبتمبر. في وقت يشير فيه المسؤولون في الخرطوم إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذتها جوبا لإنهاء دعم الحركات السودانية المتمردة. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الجنوب سوداني، برنابا ماريال بنجامين، الزيارة. وقال إن الزيارة تدل على التزام حكومته بالعمل على قيام علاقات قوية مع السودان،«وأن حكومة جمهورية جنوب السودان تحت قيادة الرئيس سلفا كير ميارديت ترغب في قيام علاقة قوية، مع السودان. وتدل أيضاً على التزامنا بالتنفيذ الكامل لاتفاق التعاون الموقَّع بين البلدين في 27 سبتمبر 2012. تجدر الإشارة إلى أن برنابا، الذي شغل سابقاً منصب وزير الإعلام في جنوب السودان، يُعد من الوزراء القلائل الذين أعيد تعيينهم في الحكومة الجديدة التي شكلها سلفاكير مؤخراً. وشدد الوزير على أن وزارته ستعمل على تعزيز الثقة بين البلدين، موضحاً أن قيادة البلدين في حاجة للعمل سوياً جنباً إلى جنب. وقال ماريال «نحن بحاجة إلى دعم الزعيمين لحل القضايا الخلافية ودياَ، عبر استخدام هذه الآليات»، في إشارة إلى القمة المزمع عقدها في الخرطوم. وأضاف أن العلاقات التاريخية والحدود المشتركة ستوفر الأسس القوية لإقامة تعاون ثنائي دائم بين البلدين.