حض مجلس الأمن بالإجماع السودان وجنوب السودان في قرار تحت الفصل السابع على «وقف الأعمال القتالية بينهما خلال 48 ساعة»، مهدداً بتبني عقوبات ضدهما في حال عدم امتثال أحدهما أو كلاهما لمتطلبات القرار. وشدد القرار الذي حمل الرقم 2046 على دعم مبادرة الاتحاد الأفريقي حيال السودان وجنوب السودان، وأكد ضرورة استئنافهما «من دون شروط مسبقة المفاوضات وفق إطار زمني يحدده الاتحاد الأفريقي» لحل الترتيبات المتعلقة بالنفط والجنسية والحدود والوضع النهائي لأبيي. ودعا مشروع القرار الذي تقدمت به خصوصاً الولاياتالمتحدة وفرنسا، دولتي السودان إلى «استئناف المفاوضات من دون شروط» تحت رعاية الاتحاد الأفريقي حول كل النقاط الخلافية وخصوصاً تقاسم العائدات النفطية، وإنجازها في مهلة ثلاثة أشهر. وفي جوبا (ا ف ب)، عاصمة جنوب السودان، أعربت حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت الأربعاء عن قلقها حيال مصير أكثر من 12 ألفاً من رعاياها العالقين في السودان والذين أمرتهم الخرطوم بمغادرة أراضيها بحلول السبت. وهؤلاء المواطنون الجنوبيون موجودون في ميناء كوستي في ولاية النيل الأبيض السودانية، لكنهم يفتقرون إلى وسائل نقل للعودة إلى بلادهم. وهم ضمن مئات آلاف السودانيين الجنوبيين الذين غادروا أو يحاولون مغادرة السودان مع استقلال الجنوب في تموز (يوليو) الماضي. وصرح وزير إعلام جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إلى الصحافيين: «يمكن لهؤلاء الأشخاص التعرض للخطر وأننا قلقون من تعرضهم للقتل لأن حكومة السودان لم تعد تهتم بهم». ووسائل النقل محدودة خصوصاً لأن الخرطوم تخشى من أن يستخدم الجنوب قوارب لنقل أسلحة إلى المناطق الحدودية. ويعيش عدد من هؤلاء السودانيين منذ أشهر في ملاجئ بدائية. وتعتبر حكومة ولاية النيل الأبيض أن هؤلاء يشكلون تهديداً على الأمن، وأمرت بطردهم بحلول الخامس من أيار (مايو). وبحسب بنجامين، يمنع السودان الوكالات الإنسانية من إغاثتهم. وأكد الوزير أيضاً أن السلطات السودانية استولت على المواد الغذائية المرسلة لهم ومنعتهم من الحصول على مياه الشرب. وقالت سامنثا دنوكين الناطقة باسم المنظمة الدولية للهجرة إن «نقل 12 إلى 15 ألف شخص بواسطة قوارب يستلزم 24 زورقاً (للركاب) إضافة إلى أكثر من ستين للأمتعة (...) وستستغرق هذه العملية أربعة أشهر». ومن كوستي يمكن للسودانيين الجنوبيين عبور الحدود في يوم واحد، لكن عليهم التخلي عن كل أغراضهم للوصول إلى مناطق يصعب عليها احتواء عدد الأشخاص القادمين إليها. وطلبت المنظمة الدولية للهجرة من الخرطوم منح السودانيين الجنوبيين المزيد من الوقت «للعودة إلى جنوب السودان بكرامة وأمان». وغادر أكثر من 375 ألف سوداني جنوب السودان منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2010 بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ولا يزال 500 ألف مواطن من جنوب السودان في الشمال. وكان السودان أمهلهم حتى الثامن من نيسان (أبريل) للعودة إلى ديارهم أو تصحيح أوضاعهم. لكن طردهم من كوستي والذي يأتي في أجواء من تصعيد أعمال العنف على الحدود بين السودانيين، سيكون سابقة. وفي الخرطوم (ا ف ب)، أعلن السودان الأربعاء أنه استأنف ضخ النفط في حقله النفطي الرئيسي الواقع في هجليج بعد 12 يوماً على انسحاب قوات جنوب السودان من المنطقة التي شهدت معارك استمرت أسابيع. وقال وزير النفط السوداني عوض الجاز للصحافيين: «نعلن رسمياً استئناف ضخ النفط في حقل هجليج النفطي» من دون توضيح كمية النفط التي تم ضخها. وقامت فرق صيانة بسد الفجوة التي كان يتسرب منها النفط في الأنبوب والبالغ قطرها 71 سنتم وأصبح يمكن الآن ضخ النفط مباشرة من الآبار. وأضاف الوزير السوداني: «لم نصلح كل الأضرار. لقد أصلحنا ما هو ضروري لكي يمكن أن يضخ النفط مجدداً في الأنبوب. وحالياً وصل النفط إلى المصفاة في الخرطوم».