اتهم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس نظيره السوداني عمر البشير بالإشراف شخصياً على دعم المتمردين على حكومته. وفي حين هاتف نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار الرئيس البشير طالباً التهدئة، قالت جوبا إن زيارة سلفاكير للسودان للمشاركة في حفلة تصدير نفط بلاده لا تزال قائمة. وقال سلفاكير في مؤتمر صحافي أمس في جوبا إن لديهم معلومات مؤكدة ووثائق تثبت أن البشير يشرف على تقديم الدعم المالي والعسكري للمتمردين الجنوبيين الذين يحملون السلاح في وجه حكومته، مشيراً إلى عودة أكثر من ثلاثة آلاف من قوات ميليشيا جونسون أولنج إلى أعالي النيل بعدما تم تسليحها من قبل الخرطوم. وكشف انه عرض على وفد من الخرطوم ضم وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا نفي قادة المتمردين الذين قال المسؤولان السودانيان إن حكومته تؤويهم، لكنهما رفضا ذلك. وأكد الرئيس الجنوبي حرص جوبا على علاقات مستقرة ومتطورة مع السودان. ونفى اتهام بلاده بدعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية» التي تنشط في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي دارفور، وقال إنها مشكلة داخلية تخص السودان باعتبار أن من يحملون السلاح في وجه الخرطوم سودانيون وان جوبا مستعدة للمساعدة في حل الأزمة في حال وافق السودان على ذلك. وذكرت تقارير أمس أن البشير تلقى اتصالاً هاتفياً ليلة الأحد من نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار الذي طلب التهدئة ووعد بإرسال وفد إلى الخرطوم قريباً لمناقشة الاتهامات المتبادلة والتوصل إلى تفاهم يمنع تدهور علاقات البلدين ويمكّن من تطبيق اتفاقات التعاون بينهما. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين في تصريح أمس إنه حتى الآن لم يتم ايقاف نفط الجنوب الذي هو في طريقه إلى ميناء بورتسودان في شرق السودان. وأضاف أن النفط الحالي داخل أنابيب النفط في الأراضي السودانية تُقدّر قيمته بنحو 580 مليون دولار، سيتم منها دفع حصة السودان والشركات الأخرى. وقال: «انسياب النفط لا يزال مستمراً وما سيُصدّر إلى بورتسودان هو نفط جنوب السودان وسيباع في السوق الخارجية، والعائد منه ملك لجنوب السودان؛ وسيدفع للسودان نصيبه وللشركات كذلك». وأكد أنه «لا يزال انسياب النفط مستمراً الى بورتسودان ولم يتوقف حتى الآن. يقولون إنهم يريدون أن يوقفوا نفط جنوب السودان في الأراضي السودانية ولكن بعد 60 يوماً وليس الآن». وقال بنجامين إن زيارة سلفاكير إلى الخرطوم ما زالت قائمة وإنه سيصل إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر للمشاركة في احتفال تصدير نفط بلاده عبر الأراضي السودانية. وأضاف: «حتى الآن لم يصلنا إخطار بإلغاء الزيارة لذلك هي قائمة في حزيران (يونيو) الجاري كما تم الاتفاق على ذلك مع الخرطوم من قبل»، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الخرطوم ما زالت مستمرة. لكن بنجامين قال إن قوات سودانية توغلت 10 كلم في أراضي بلاده في ولاية أعالي النيل، ما يُعدّ خرقاً للاتفاقات الموقعة بين الدولتين. وأوضح أن القوات السودانية دخلت إلى منطقة كويك التي كانت قوات جنوبية انسحبت منها في وقت سابق لتشكيل منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين. وتابع: «الخرطوم لا تحترم اتفاقاتها». وأضاف بنجامين أن جوبا تعتزم التقدم بشكوى رسمية إلى المؤسسات الدولية ضد السودان على خلفية تورطه في تقديم مساعدات لأعضاء حركات متمردة كانوا يقاتلون جوبا في مناطق أعالي النيل. وقال إن المجموعات المتمردة كانت تتخذ قواعد في ولاية النيل الأبيض السودانية المتاخمة للجنوب. غير أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قال إن قرار الحكومة الأخير بوقف انسياب نفط الجنوب إلى موانئ التصدير اتخذ بعد نقاش طويل داخل اروقة الحزب. وأعلن عن حملة ديبلوماسية واسعة لإبلاغ الدول الصديقة بخروقات دولة جنوب السودان واستمرارها في تقديم الدعم للمتمردين. واستخف الناطق باسم الحزب الحاكم ياسر يوسف بخطة «100 يوم لاسقاط النظام» التي دشنتها قوى المعارضة وقال إنها مدبرة من عواصم غربية تكن العداء للسودان، قبل أن يؤكد أن النظام لن يسقط حتى بعد مئة عام. ولفت إلى تجمع الحركات المتمردة مع بعض قوى الداخل لإسقاط النظام بالقوة العسكرية، في محاولة لاستنساخ التجربة الليبية. وقال: «لا مئة يوم ولا مئة عام ستسقط هذا النظام ... ولكن يسقطه الشعب السوداني عبر انتخابات حرة ونزيهة، نحن مقتنعون بأن الأمر بيد الله يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء»، معلناً عن خطة للتعبئة فى الولايات لمناهضة تحركات المعارضة. وسيغادر اليوم وزير الخارجية السوداني علي كرتي إلى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا لنقل رسالة من الرئيس البشير الى رئيس الوزراء الاثيوبي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي هايلي مريام ديسالين.