جوبا - أ ف ب - أعلن وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين أن بلاده أمرت أمس بوقف انتاجها النفطي بسبب خلاف مع السودان الذي يقتطع قسماً من هذا النفط خلال مروره بأراضيه. وقال في ختام اجتماع لمجلس الوزراء في جوبا عاصمة الجنوب إن «الحكومة أصدرت تعليمات إلى وزير النفط واستخراج المعادن باتخاذ تدابير تمهيداً لوقف تام لانتاج النفط». وأضاف: «قرر مجلس الوزراء هذا التدبير بسبب كميات النفط التي تختلسها الخرطوم» التي تمتلك حتى اليوم المرفأ النفطي الوحيد الذي يعبره نفط جنوب السودان. وأبقى الوزير الباب مفتوحاً لإمكان التوصل إلى حل على أرفع المستويات. وأشار إلى أن «انتاج النفط لن يتوقف كما لو أننا نقفل باباً... ذلك لا يمكن أن يأخذ أقل من سبعة أيام». وأوضح: «اتفق مجلس الوزراء ايضاً على ان يلتقي الرئيس (الجنوب سوداني) سيلفاكير ميارديت (الرئيس السوداني) عمر البشير في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا الجمعة المقبل». واقتسام العائدات النفطية بين جنوب السودان الذي يمتلك القسم الأكبر من الاحتياطي النفطي، والسودان الذي يسيطر على البنى التحتية الضرورية لتصدير النفط الخام، يعكر العلاقات بين البلدين منذ استقلال جنوب السودان في تموز (يوليو) الماضي. وأعلنت السلطات السودانية أنها ستقتطع، في انتظار التوصل إلى اتفاق، جزءاً من النفط الجنوب سوداني المخصص للتصدير. وانتقد الجنوب هذه الخطوة واعتبرها «عمل قرصنة تقوم به دولة على بضائع عابرة لأراضيها وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». وتطالب الخرطوم برسوم مرور تبلغ 26 دولاراً عن برميل النفط الجنوب سوداني، فيما تقترح جوبا 70 سنتاً، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح. وأخفقت محاولات إجراء مفاوضات منها واحدة الأسبوع الماضي في أديس أبابا في إيجاد حل للخلاف. وأعربت السفارة الأميركية في الخرطوم في نهاية الأسبوع الماضي عن قلقها من «التهديدات السودانية والأعمال الاحادية التي تعرقل تدفق النفط من جنوب السودان»، داعية جوبا الى دفع «سعر عادل». وبات جنوب السودان يمسك ب75 في المئة من إنتاج النفط السوداني الذي كان قبل الانفصال يبلغ 470 ألف برميل يومياً.