أن يتصل بك أحدهم في منتصف الليل ما بعد الثالثة فجراً مقتحما هاتفك بعدد لابأس به من (الرنات) مثقلا منامك بقدح من الشتائم والرسائل والقصائد الهجائية لشخصك واصفاً جنابك ب (ب الرديء!!) مذيلها ب (ليش ماترد يا الردي) هل أصحو من منامي لكي لا أكون كما وصفتني بالرداءة أو أطلب من حارس ذلك الحلم أن يوقظني مع كل نغمة رسائل أن هناك شخصاً يرسل لك استيقظ و(رد على الرجال). عذرا ياسيدي أنا آسف كنت في نومٍ عميق وبعد أن يهدأ ويفرغ جام غضبه على طبلة أذنك التي تتسارع إيقاعاتها مع كل (شتمة) وتنساق خلف السلم الموسيقى بنغماتها المتسلسلة بصوتٍ أجش كهدير فحل متوحش يوشك على الهجوم على ناقة أنيقة فازت في (المزايين) بالمركز الأول وبعدها تنداح قصائده المطولة التي تمتد لخمسين بيتا من الشعر قرضاً ومن ثم يسمعك تلك القصيدة إياها التي أعادها على مسمعك بلحن (الشيلة) بصوت إن كان هناك سوء أسوأ من النشاز لأسميتة لحظتها لا يستطيع حارس ذلك الحلم إلا أن (تسقط من عينيه) لهذا الحدث الجلل مثبتاً أنك فعلا (رديء) ليس لسبب أنه أيقظك من سباتك، ولكن لسبب أن تلك النماذج التي لا تعي مفهوم الإزعاج واقتحام الخصوصية تعرف رقم هاتفك فلذلك تستحق (نم يا الردي!!)