ارتفع عدد الشباب المتهمين في قضية جريمة «الدرباوية» في حفر الباطن فجر الأحد الماضي إلى خمسة أشخاص، وهي التي راح ضحيتها شاب في محافظة حفر الباطن، في حين أصيب أربعة من زملائه بإصابات خطيرة. وتحركت مساء أمس الأجهزة الأمنية في المحافظة بكثافة، ونظمت حملات مداهمة لهم في مواقعهم، وتمكنت فرق التحريات والضبط الجنائي من القبض خلال اليومين الماضيين على مجموعة من الشباب ممن له علاقة بالتجمعات المشابهة، وكذلك حادثة القتل، ووفق معلومات حصلت عليها «الشرق»، فإن شرطة محافظة حفر الباطن، بقيادة العميد محمد السهلي، تمكنت من القبض عليهم خلال 24 ساعة، بعد ضبط آخر المتهمين في منفذ جوازات الرقعي الذي ثبت مرافقته للشاب القاتل. وقال الناطق الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية، المقدم زياد الرقيطي، إن عدد المقبوض عليهم خمسة متهمين، وأشارت التحقيقات إلى تورط ثلاثة من المتهمين، بالإضافة للشاب المقبوض عليه سابقاً في إطلاق النار تجاه القتيل والمصابين بواسطة سلاحين رشاشين تم ضبطهما، بالإضافة إلى مسدس. وأضاف الرقيطي «تم التحفظ على المصابين الأربعة في المستشفى لتورطهما في إطلاق النار، ولا يزال فريق العمل المختص يجري التحقيقات اللازمة في القضية تحت إشراف مدير شرطة المحافظة، العميد محمد السهلي». وكان مرور المحافظة بقيادة المقدم ماطر الحميداني قد نظم حملات أمنية فجر أمس على مواقع ساحات التفحيط وبعض الشوارع التي يكثر فيها الشباب من فئة (الدرباوية)، وقال مصدر أمني: «إن عدد المفحطين خلال اليومين الماضيين نقص بشكل كبير بعد ردة الفعل القوية التي حدثت من جريمة القتل». ووفق معاينة «الشرق» لموقع جريمة القتل، فقد رصدت عدستها الشقوق والتصدعات في جدار منزل القتيل إثر إطلاق النار من الشاب المتهم في قضية القتل، وحاولت «الشرق» الحصول على ردة فعل من ذوي المقتول، إلا أن حالتهم النفسية لم تسمح لهم بذلك، في حين أكد بعض أقارب القتيل أنهم بصدد رفع شكوى ضد شرطة المحافظة نظير عدم تعاملهم مع البلاغ المسجل قبل وقوع الحادثة. وعن حوادث «الدرباوية» وطقوسهم، قال استشاري علم النفس الإكلينيكي، الدكتور ماطر عواد الفريدي «لابد أن يهتم المختصون والتربويون وأولياء الأمور بما يتصف به المراهق من انحراف، الذي يتمثل في فشله في التوافق مع القيم والمعايير، ومختلف أشكال السلوك المقبول». وأضاف أن عدم اكتراث الآباء بأبنائهم، أو تناقضهم في معاملتهم، أو قلة الخبرة لدى بعضهم في أسلوب تقديم الثواب والعقاب، يمكن أن يؤدي إلى السلوك العنيف والإجرامي. إذاً، ليست المشكلة في فقدان الأب، ولكن المشكلة في فشل القيم في تعليم الأبناء عواقب الأمور، أو مترتبات أفعالهم، والحرص على انتقاء ومشاهدة ما تعرضه بعض الوسائل الإعلامية من مشاهد الرعب والعنف والجريمة والسادية والعدوان، ما يؤثر على المراهق من ناحية عدم القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع، وعدم الشعور بالرضا والإشباع من الحياة الأسرية والدراسية والعمل والعلاقات الاجتماعية، وعدم القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة إيجابية، فنجد مراهقين يقومون باستخدام الألفاظ النابية، كالشتائم والسباب وتحطيم الأشياء والحاجات وإشعال الحرائق وإتلاف الممتلكات وإيذاء النفس وإيذاء الآخرين بدفعهم أو ضربهم وإلحاق الأذى بهم، وقد يتطور بمهاجمة الآخرين إلى حد إيذائهم أو قتلهم. ولا بد من أن نهتم من خلال البعد الوقائي والعلاجي بعمليات التنشئة الاجتماعية والتعليم وزيادة الوعي بخطورة العنف بين المراهقين والتحذير منه وتنشيط مفاهيم مثل حل النزاع بالتفاهم، وبوسائل بعيدة عن العنف والتوعية بالأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية الناجمة عن العنف، وكذلك تأمين العلاج النفسي والجسدي والاجتماعي لضحايا العنف، وأن يفهم المراهق من خلال الإعلام والتربويين والمختصين أهمية الوقت. أثر الطلقات على الجدار