حفر الباطن – مساعد الدهمشي «سطو» قَدِمَ من الرياض ليواجه «المسعورة» في حفر الباطن صحت محافظة حفر الباطن، أمس، على جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب عشريني، وأصيب أربعة آخرون من زملائه إصابات خطرة، بعد تعرضهم لأعيرة نارية من قبل شاب آخر بسبب مشاجرة وقعت بينهما في ممشى الشمال على خلفية خلاف سابق في إحدى ساحات التفحيط بمنطقة الفاو الشمالي على بعد خمسة كيلومترات من المحافظة. وتشير التفاصيل التي حصلت عليها «الشرق» أن خلافاً سابقاً تطور بين مجموعتين من الشباب (الدرباوية) قبل أشهر، ليصل ليلة أمس الأول إلى أعلى مستوياته في «متنزه الشمال» بعد قدوم مفحط مشهور من العاصمة الرياض يدعى «سطو» إلى المحافظة، الذي تم رصده من قبل مجموعة سابقة على خلاف معه في ساحة التفحيط من مفحط آخر اسمه «المسعورة»، ليحتمي المفحط الزائر بمجموعة أخرى تُعد مساندة له في ساحة التفحيط، وتشتعل مشاجرة بين المجموعتين بشكل كبير تخللتها مطاردة في أحياء الفيصلية، والسليمانية، والربوة، ليعمد (القاتل) إلى جلب سلاح من نوع رشاش، ويطلق النار عليهم فيردي أحدهم قتيلاً ويصيب أربعة إصابات خطرة. وعلى الفور تم نقل المصابين، وأجريت عملية عاجلة لأحدهم، في حين دخل آخر غرفة الإنعاش القلبي، ومازالت حالته حرجة وفق مصادر في مستشفى الملك خالد العام، وبقي الثالث في قسم الطوارئ، وهرب الرابع من المستشفى تخوفاً من إجراءات التحقيق. وقال شهود عيان من أقارب الشاب القتيل ل»الشرق» إن شقيق القتيل سجل بلاغاً أثناء المطاردة التي تمت بين الأحياء في قسم الشرطة، غير أنه لم يتم التفاعل معها بالشكل المطلوب، حيث سبق أن بلَّغ الشرطة بأن هناك شاباً معه سلاح، ويقوم بتهديدهم قبل أن يعود لهم مرة أخرى بعد مطاردات، ويطلق النار عليهم أمام المنزل. وتوجهت «الشرق» بسؤال للناطق الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية، المقدم زياد الرقيطي، حول عدم التفاعل مع البلاغ المسجل لشقيق القتيل، حيث قال «فيما يتعلق بأي دعوى عدم تفاعل إن وجدت، فمحلها أن تسجل رسمياً لدى الجهة المختصة، وليس إثارتها إعلامياً، أي يمكن لشقيق المتوفى تقديم شكواه لدى المحافظة، أو هيئة التحقيق والادعاء العام، حيث يتم التحقق من الدعوى». وأفادت مصادر أمنية أن جوازات منفذ الرقعي قبضت مغرب أمس على أحد المرافقين للشاب القاتل بعد قدومه من دولة الكويت بعد التعميم عليه، حيث تم تسليمه لشرطة المحافظة، واستطاعت خلال الساعات الماضية القبض على مجموعة من الشباب الذين لهم علاقة بالحادث لاستكمال التحقيقات معهم، وشهدت شرطة المحافظة، أمس، حالات انهيار وبكاء من ذوي الشاب القاتل، مؤكدين أنه صغير سن، ولا يمكن أن تصدر منه مثل هذه التصرفات. إلى ذلك، طالب أهالي محافظة حفرالباطن بتكثيف الحملات الأمنية على التجمعات الشبابية المعروفة باسم (الدرباوية)، مؤكدين أن خطر هذه الفئة بدأ يزداد ويهدد المجتمع دون وجود رداع أمني. اختصاصي: التفحيط ظاهرة إدمانية اعتبر الباحث في (ظاهرة التفحيط)، الاختصاصي النفسي فيصل إبراهيم آل عجيان، أن «هذه الظاهرة أصبحت ممارسة ملحوظة في كثير من شوارع وساحات مناطق المملكة، وسجلت نفسها في صدارة قائمة أخطر المخالفات المرورية»، ويعزو آل عجيان أهم الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى ممارسة هذه الهواية إلى عوامل نفسية واقتصادية وأسرية مرتبطة بهذه الفئة العمرية، وقال: «إنه بمجرد قطع مسافة تصل إلى أكثر من 90 كيلومتراً يومياً فهذا دليل على شعور اللهفة لممارسة التفحيط، فعلى الرغم من أنه نوع من مخالفات السير المرورية إلى أنه يُعد سلوكاً يتناوله علم النفس من حيث المعارف والعمليات العقلية والدوافع التي تتحكم بشكل أساسي في إيجاد الفكر النفسي الخطأ لدى هؤلاء المفحطين، وهي التي تتملك الشاب المفحط وتقوده إلى هذه الممارسة الخطرة». وأَضاف «يُعد توفر المثير الاشتراطي هو من يدفع الشباب للهفة نحو التفحيط، كرؤية سيارة مجهزة، أو وجود ساحات كبيرة تشجع على ممارسة هذه الهواية». وعن أسباب شيوع المسميات والألقاب الغريبة بين شريحة الشباب المفحطين، قال «هذه المسميات تشكل الموضة، وتلعب دوراً في بناء الاتجاه والميول نحو التفحيط، لأن هذا الاسم الغامض، أو الفني، يسهم في رسم ملامح الفضول عند المتلقي لمعرفة المعنى والركض وراء حل هذا اللغز بالمعرفة والتجربة والتشجيع». وزاد آل عجيان «التفحيط قد يتعدى كل هذه التفسيرات ليصل إلى حد الإدمان، سواء بالممارسة، أو المشاهدة، بل إن هنالك دراسات قائمة لمعرفة عمّا إذا كان هناك خصائص إدمانية، لاسيما الرائحة المنبعثة من السيارات الرياضية، والناتجة عن احتكاك الإطارات بالإسفلت، فهذه المادة المكثفة قد يكون لها قوة إدمانية تسبب وجود الاتجاه الإيجابي نحو التفحيط لدى المتجمهرين للمشاهدة». الدرباوية