تشكل الغربة بالنسبة لكثير من الطلاب حاجزاً نفسياً كبيراً، خاصة في بداية الابتعاث. ويعد شهر رمضان فرصة سانحة لكثير من المغتربين لكسر هذا الحاجز بأشكال مختلفة، أهمها تعلم الطبخ، الذي برع فيه عدد من الطلبة، سواء بمجهودهم الخاص أو عن طريق تعلم الطبخ ومعرفة المقادير عن طريق الأهل. وأكد ل «الشرق» عدد من المغتربين أنهم تعلموا الطبخ وأجادوه من خلال حرصهم على تحضير الوجبات الرمضانية بأنفسهم والاستغناء عن الذهاب للمطاعم حرصاً على توفير الأجواء. مبتعث يقوم بإعداد وجبة الإفطار (الشرق) وقال عبدالله العيسى طالب تربية خاصة في الأردن: أدرس منذ سنتين في الأردن وظروف الدراسة أجبرتني على تعلم الطبخ، ولاشك أن دور الأم مهم، خصوصاً في أيام شهر رمضان، حيث أحرص على التواصل معها قبيل الإفطار لتساعدني في تجهيز وجبة الإفطار، وقال: الطبق المفضل لدينا هو «القيمات» والسمبوسة، ولابد من وجودها على وجبة الأفطار. وأضاف العيسى قائلاً: أحرص على الوجود في المطبخ منذ الساعة الرابعة عصراً لتجهيز الوجبة، ومشاركة الأصدقاء من المبتعثين. وقال أسامة اليوسف: إن شهر رمضان المبارك أجبرنا على تعلم مهنة الطبخ بحيث أصبحت لدينا خبرة في مجال إعداد الأطباق بكل الأنواع، مشيراً إلى أن هذه الخبرة التي نحصل عليها الآن سوف تفيدنا عندما ندخل الحياة الزوجية، مضيفاً أن سنوات الغربة والابتعاد عن الأهل كفيلة بتعلم الشخص كل أمور حياته، حيث أصبحت لدي الآن خبرة كافية في إعداد الوجبات، مؤكداً أن طبق الباشميل من أفضل الأطباق في طعام الفطور. ويؤكد مفيد المهنا أن الحياة في شهر رمضان المبارك تختلف عن باقي الشهور، حيث تجد جميع الطلاب من جميع مناطق المملكة في مقر واحد، والكل يساعد في إعداد وجبات الإفطار، وقال: الطريف في الأمر أننا نشهد في كل يوم تنوعاً في الأطباق، حيث يعمل كل شخص على تحضير طبق بمساعدة الأهل في المملكة، حيث يرسلون بشكل يومي إلى أبنائهم مقادير الأطباق وطريقة عملها، مشيراً إلى وجود طلاب أمضوا فترات أطول يشكلون الخبرة في مجال إعداد الوجبات سواء الرمضانية أو غيرها، ومؤكداً أن هذه الأجواء تساعد على الألفة والمحبة والتواصل بين الطلاب وكسر حاجز الغربة.