يزداد الطلاب السعوديون المبتعثون في الخارج شوقا وحرقة للأجواء الأسرية في أرض الوطن ويقضون ليالي رمضان وقلوبهم تحتضن الشوق لأسرهم، متمنين أن تجمعهم طاولة الإفطار الرمضاني بهم في الأعوام المقبلة. التقت «عكاظ» مجموعة من الطلبة المبتعثين للدارسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لمعرفة كيف يقضون شهر الصيام بعيدا عن الأهل، ويقول راضي الراضي: «الخروج إلى عالم آخر أمر مطلوب للتعرف على الثقافات الأخرى، لكن ذلك لا يمنعنا كمبتعثين من الشوق والحنين للوطن خصوصا للأجواء الرمضانية التي اعتدنا عليها بين أسرنا». ويرى أن المبتعث السعودي يواجه صعوبات في شهر الصوم حيث مزيج الديانات في الجامعة يجعل للصوم طعما مختلفا لاسيما وأن مظاهر الحياة هناك لا تختلف عن الأيام العادية التي لا صيام فيها. وبين المبتعث مالك الرباح، جدول اليوم الرمضاني في الغربة: حيث يجتمع وأصدقاؤه قبيل أذان المغرب لتحضير مائدة رمضانية بسيطة لا تخلو من التعليقات والسخرية نتيجة الأخطاء في الطبخ وتحضير المائدة، يقول الرباح: «نحاول جاهدين استذكار طريقة أمهاتنا في تحضير الإفطار ونقلدهن قدر المستطاع لخلق جو رمضاني في ظل الغربة التي غيبت ملامح رمضان». ويضيف: نحاول في كل مرة معاقبة المقصرين في إعداد الوجبات بغسل الأطباق ولملمة ما تبقى على السفرة لخلق جو حماسي ينسينا ما نحن فيه من مشاعر يكسوها الحزن. وأوضح الطالب صالح الصقير، أن طقوس الحياة بأكملها تغيرت عليه فور وصوله للولايات المتحدة يقول الصقير: «شعرت باختلاف جذري كبير فلم أشعر بأجواء رمضان بتاتا، فالعادات مختلفة لكن ما يخفف وطأة الوضع تكاتفنا وتعاضدنا كمغتربين ونحاول جاهدين خلق جو رمضاني قدر المستطاع». ويخالفهم الرأي محمد السيف الذي بين أن التجربة مليئة بالمتعة والمغامرة يقول: «التجربة بحد ذاتها تحمل في طياتها لحظات من السعادة والتعاون، في سبيل تأمين أجواء يزدان بالبهجة وصدق العواطف».