تتمسك كثير من السيدات المسنات بالأكلات الشعبية على وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك ويرفضن غيرها، مع حرصهن الشديد على طهي تلك المأكولات بأنفسهن، فيما المسنات اللاتي لا يستطعن الحركة، وبذل المجهود في الطهي، فإنهن لا يتقبلن أن يقدم لهن إفطار لا يحوي مأكولات شعبية، ومن تلك المأكولات التي لا يستغنين عنها: الثريد، واللقيمات، والهريس، إضافة إلى الساقو، وكثيرات منهن لا يؤيدن تناول المأكولات الحديثة، معبرات عنها بأنها مأكولات تعتبر في الأغلب غير مفيدة لصحتهن، خصوصاً وأنها تحتوي على كثير من الزيوت والفلفل، وهذه أمور لا يمكن أن تتحملها معدتهن. وذكرت مروى العيسى، البالغة من العمر 54 عاماً، أن السفرة الرمضانية لا تكون متكاملة في منظورها إلا بوجود أطباق الأكلات الشعبية عليها، مثل الثريد، واللقيمات، والهريس، موضحة أنها ترفض بشدة أن تتناول المأكولات المستحدثة، التي تبرع بناتها في إعدادها طوال شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أنها تصر على رأيها حتى وإن حاولت بناتها تغييره، مبينة أن زوجها يؤيدها أيضاً في الرأي، حيث يشاركها تناول هذه المأكولات ويتجنب تناول المأكولات الحديثة، مؤكدة على حرصها الشديد على توزيع تلك المأكولات الشعبية على جاراتها، معللة ذلك بأنهن يهوين إتقانها في إعداد هذه المأكولات، إضافة إلى إحياء العادات القديمة من خلال تبادل الأطباق الشعبية. فيما أكدت سلمى الأحمد، البالغة من العمر 55 عاماً، أن تغيير نمط الروتين الذي اعتادت عليه طوال الأعوام السابقة في تناول المأكولات الشعبية في إفطارها خلال شهر رمضان المبارك أمر يعتبر في غاية الصعوبة، مشيرة إلى أن معدتها لا تستطيع أن تتقبل هذا التغيير، معللة ذلك بأن المأكولات الحديثة غالبها يحتوي على الزيوت، والحلى، أو كثير من الفلفل، وهي مأكولات لا تتناسب مع صحة أمثالها من كبيرات السن، مضيفة بقولها «كثيراً ما أحاول إقناع أبنائي أيضاً بأن يقتصروا على تناول المأكولات الشعبية في فطورهم، إلا أنهم يرفضون هذا الاقتراح». وأوضحت سامية خالد، البالغة من العمر 59 عاماً، أنها تحرص على طهي المأكولات الشعبية في شهر رمضان المبارك بنفسها، مشيرة إلى أن الفتيات حالياً لا يُتقنَّ إعداد هذه المأكولات وأن يتفنن في إعداد الأصناف الأخرى، وأوضحت أن الهريس واللقيمات يحتاجان إلى إتقان في طريقة التحضير، والمقادير، وفي الغالب لا تتقن هذه المأكولات إلا الكبيرات في السن، معللة بأنهن تعلمن إعداد هذه المأكولات من أمهاتهن منذ القدم. وذكرت فرات مروان أنها لا يمكن أن تتصور السفرة الرمضانية وهي خالية من الأطباق الشعبية، موضحة أنها على الرغم من عدم مقدرتها على بذل المجهود في الطهي إلا أنها تشارك في إعداد تلك الأطباق، مبينة أن ذلك يكون من خلال إعطائها الوعاء المحتوي على الهريس، وتعمل بنفسها على توزيعه، وترتيبه، وتنسيقه في الأطباق، وأوضحت أنها دائماً تحاول أن تعلم بناتها كيفية إعداد اللقيمات بطريقة مرتبة.