رغم أن المأكولات الشعبية تعد من الوجبات التقليدية، وتواجه موجة من المنافسات في عصر «التيك أواي» والوجبات السريعة، إلا أنها ما زالت تحتفظ بمكانتها وسط العديد من الوجبات الجديدة، بل ولأنها تتمتع بمذاق خاص وتعد من أولويات معظم العائلات والأسر داخل المملكة، لم تتمكن المطاعم الشهيرة من إبعادها عن قائمة المأكولات، واعتبرتها ضيفاً أساسياً على الموائد التي تقدمها للزبائن، وأدخلت إليها مجموعة من الطرق الجديدة والمبتكرة في إعدادها وتقديمها، إيماناً منها بأن الموروث الثقافي والحضاري الخاص بكل بلد يشمل العادات الغذائية للشعوب وأطباقهم التقليدية جنبا إلى جنب مع الآثار والمباني القديمة والفلكلور الشعبي. ولكن هناك مشكلة تواجه تلك المطاعم، تتمثل في أن المأكولات شعبية من الظاهر، ولكنها تفتقر إلى المذاق والنكهة الحقيقية، لأن من يعدها في الأصل لا يتقنها ولا يعرف الأكلات المحلية، فأغلب المطاعم والمطابخ في السوق طهاتها من العمالة الآسيوية، لذا لجأت العديد من المطاعم إلى الاستعانة بربات المنزل والاتفاق معهن على طهي تلك المأكولات وإحضارها لهم بمقابل مادي. وفي تجربة جديدة من نوعها، قامت سيدة سعودية، بإنشاء مطعم خاص بالمأكولات الشعبية في المنطقة الشرقية، لتكون أول سيدة تؤسس مطبخا متخصصا في الأكلات الشعبية، وما يميز المطعم هو أن كافة العمالة الموجودة به من النساء، ولم يشترط فيهن شيء سوى مهارة الطهي، وهدفت صاحبة الفكرة إلى جعل الأكلات المحلية الشعبية ضمن قائمة الأكلات التي تقدم في مطاعم أكبر الفنادق في المملكة، وافتتاح فروع لمطبخها بكادره النسائي من الطاهيات السعوديات في الفنادق المحلية. وعن أهم أنواع الأكلات الشعبية المعروفة والمطلوبة محلياً وبنكهة تقليدية: البرياني أو المكبوس باللحم, ومطبق الربيان أو الدجاج، إضافة إلى الهريس المكون من القمح واللحم أو الدجاج الذي يطبخ لساعات طويلة مع القمح، والمرقوقة المكونة من لحم مطبوخ مع خضار وخبز، والمضروبة المحتوية على الرز والخضار مع الدجاج، والثريد. ويعد نوع البهارات المستخدم في هذه الأكلات أبرز ما يميزها عن غيرها، أما الحلويات التقليدية فأبرزها اللقيمات والساقو المكون من الماء والسكر والمكسرات بالإضافة إلى العصيدة.